كان الملك سعود قد استهلَّ حكمه بإنشاء مجلس للوزراء وأسند رئاسته إلى ولي عهده سمو الأمير فيصل وحول المديريات العامة إلى وزارات وعين لها وزراء. ويتكون مجلس الوزراء من رئيس المجلس ونائبه والوزراء والمستشارين ومن مندوبين عن الأمانة العامة والمراقبة العامة وديوان المظالم والخبراء الفنيين. أمَّا النهضة التعليمية فتقدم شيء عنها وذلك لتواجه التوسع التعليمي ولرفع مستوى التعليم الديني في المملكة أمر جلالته بتأسيس المعاهد العلمية في المدن الرئيسية وكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض برئاسة سماحة المفتي الأكبر. وقد بلغت تلك المعاهد وكلياتها رغم حداثتها مستوى علميًّا رفيعًا جذب إليها الطلاب من مختلف الأقطار الإِسلامية.
أمَّا النهضة العمرانية فإنَّها أوسع نهضة عمرانية في العالم، ومن أعظم ذلك توسعة المسجد النبوي التي جاءت آية في الروعة والبهاء والجمال وتشهد بالمجهود وكثرة النفقات التي بذلت فيها وكذلك توسعة المسجد الحرام وعمارته التي يجري العمل فيها وكان بهذه التوسعة يتسع لنصف مليون مصل وتقدر تكاليفه بألف مليون ريال وقد أزالت الحكومة في هذه السنة المقامات الثلاثة التي هي مقام الحنفي ومقام المالكي ومقام الحنبلي توسعة للطائفين حوالي الكعبة المعظمة وذلك لأن صحن المطاف أصبح يضيق بالطائفين ويكابدون من الضيق مشقة فرأت الحكومة إزالتها لقربها من البيت باستفتاء أهل العلم الشرعي ولأن أصل وضعها على غير قاعدة شرعية وكذلك أرادت الحكومة نقل مقام إبراهيم - عليه السلام - عن موضعه الذي كان يزدحم الطائفون حواليه ويكون مسامتًا لموضعه إلى جهة الشرق وجعلت لذلك حجرة من أحسن ما يكون في القوة والمناعة غير أنَّه ثنى عزمها خشية عدم إجماع العلماء على ذلك فترك على وضعه وأن نقله عن مكانه قليلًا لمصالح عامة لا تخفى لأنَّ النَّاس أبناء زمانهم والحكم يدور مع العلة فإذا