مهما كانت. ولقد قامت مصر تطالب لدى هيئة الأمم المتحدة وتقدم شكواها للنظر فيما حل بالأراضي المصرية من التدمير والنسف والأعمال التي تناقض الأديان والأخلاق والإِنسانية بحيث إن ذلك الإفساد لا يلتئم إلَّا بعد سنين. وقد أصدر صاحب الجلالة الملك سعود أمره بتحويل مبلغ مليونين من الريالات العربيَّة أي مقدار مئتي ألف جنيه مصري لإِدارة الهلال الأحمر في مصر لإنفاقها لإِسعاف ومداواة الجرحى الذين أصيبوا من ضرب القنابل على الأراضي المصرية، وكانت الضربة شديدة جدًا هدمت المساكن وعطلت المصالح وأرملت النساء وأيتمت الأطفال. وقد افتتح مكتب قبول المتطوعين في مدينة الرياض فتوافدت عليه جموع غفيرة من أبناء الشعب السعودي تحدوهم جميعًا الرغبة الصادقة الأكيدة في رد كيد المعتدين والذود عن الوطن الغالي، وحينما كان الضباط والموظفون المختصون يسجلون طلبات التطوع فوجئوا بأنَّ بين المتطوعين أصحاب السمو الملكي الأمراء فهد بن عبد العزيز وزير المعارف إذ ذاك والأمير سلطان بن عبد العزيز وزير المواصلات إذ ذاك وسلمان أمير الرياض وتركي بن عبد العزيز وسطام بن عبد العزيز وأحمد بن عبد العزيز وخالد بن عبد العزيز وبدر بن سعود وفيصل بن سعود وبندر بن سعود وخالد بن سعود. وقد بلغ عدد الذين سجلوا أسماءهم في خلال أربع وعشرين ساعة أربعمائة متطوع، ولا يزال الإِقبال على مكاتب التطوع مستمرًا كل ذلك دفاعًا عن المليك والوطن.
[قطع العلاقات السياسية مع بريطانيا وفرنسا]
قالت المديرية العامة هذا البلاغ: بناء على الاعتداء المسلح الواقع من حكومتي بريطانيا وفرنسا على الشقيقة مصر في حالة كونها المعتدى عليها من إسرائيل وبناء على عدم قبول الدولتين المذكورتين قرار هيئة الأمم المتحدة لتوقيف إطلاق النَّار وإصرارهما بالاعتداء بدون مبرر فإن حكومة صاحب الجلالة قررت قطع علاقاتها السياسية مع الحكومتين المذكورتين