وفيها بل في مستهلها عين الشيخ عبد الله بن حسن بن حسين رئيسًا للقضاة في الحجاز، فباشر مهمته بجد ونشاط، وكان قويًا متواضعًا لا يحمله التواضع على الضعف، ولا تحمله القوة على الجبروت، وكان محظيًا لدى الملك عبد العزيز يكرمه ويعظمه، وسيأتي للشيخ بقية ذكر في ترجمته في سنة وفاته.
وفيها تم طبع تفسير الحافظ ابن كثير وتفسير البغوي وقد جعل الأول في عالي الصحيفة، والثاني بأسفلها والطبعة حسنة جميلة جدًا إذ لم يطبع التفسير أن إلى الآن كمثل تلك الطباعة مفصولًا بينهما بجدول فجاء على أحسن وضع وبلغا تسع مجلدات كبار طبعًا بمطبعة المنار بمصر، وبمصر وذلك بنفقة الملك الصالح الموفق "صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود" أثابه الله تعالى الجنة.
وفيها في نهاية ربيع الثاني تم العمل في إصلاح المسجد الحرام وعاد متقنًا على رونق وبهجة وجمال وقد صرف جلالة الملك على ذلك العمل ما يربو على ألفي جنيه ذهب، وكان هذا التبرع من جلالة الملك أيده الله، ونال القائم بهذا العمل وهو الفاضل عبد الله الدهلوي من الإمام عبد العزيز القدر اللائق بعمله لأنه قام بما يرام، كما قام أيضًا بعمارة عين الوزير بجدة بعد اندثارها نحو ستين عامًا حتى أعادها إلى ما كانت عليه من الجريان المطلوب.
[إضاءة المسجد الحرام بالكهرباء]
لما كان في ابتداء شعبان من هذه السنة أمر جلالة الملك عبد العزيز بتجديد عموم اللمبات التي بالمسجد وبزيادتها وبلغوها ألف لمبة، فعمل ذلك فعلًا في تلك السنة ولم يهل شهر رمضان حتى صار المسجد الحرام مضاءً عمومه بالكهرباء، وكانت تستعمل الماكنة الكبيرة من قبل الغروب إلى الساعة الرابعة ليلًا، ثم توقف الكبيرة وتستعمل الماكنة الصغيرة من الساعة الرابعة ليلًا إلى قبيل أذان الفجر بنصف ساعة ثم توقف الصغيرة، وتستعمل الماكنة الكبيرة إلى وقت الأسفار وعلى ذلك يكون باستمرار