وحقَّ لها تبكيه إذ كان قائمًا ... بغرس علوم الدين أيضًا ويجمع
أصولًا وتوحيدًا وفهمًا وكلما ... رأي حسنًا منها لها يتتبع
فتلك جمادات غدونَ بفقده ... يرجعن أصواتًا لها تتنوع
فيا ليتني أرويت قلبي بمجلسٍ ... فاحفظ منه الجم إذلًا أضيع
فهيهات هيهات انقضت وتصرمت ... لياليه بالإحسان فالله يجمع
فآهًا على العلم الشريف فإنه ... يتيمًا غدا من بعدما كان يرفع
وما مثله في الجود إلا كحاتمٍ ... جميع خصال الخير والفضل مودع
وصول لا رحام وإن قطعت له ... عفوٌ حليمٌ ذو تقي متخشع
فيا حي يا قيوم ياسامع الدعا ... ويا من له كل الخلائق تفزع
أنله الرضا وأحسن جميعًا لنا العزا ... وأسكنه جناتٌ بها يتمتع
وابقٍ لنا شيخ الهدي علم الوري ... يقرر هذا الأصل لا يتضعضع
وأعني به الحبر التقي محمدًا ... سلالةً من للدين شادوا ويرفعوا
ويا أيها الأبناء للشيخ إنني ... أوصيكم بالعلم فيه تولعوا
فمن فاته العلم الشريف فإنما بضاعته المزجاة دومًا يخدع
ويا رب ثبتنا جميعًا وكن لنا ... معينًا على فهم الذي هو أنفع
وصلِّ إلهي كل وقتٍ وساعةٍ ... على المصطفي من للخلائق يشفع
وآلٍ كرامٍ ثم صحبٍ ومن على ... طريقتهم يقفوا وللرسل يتبع
[عثمان بن أحمد بن بشر]
هو الشيخ الإمام العالم الزاهد السلفي أبو أحمد، عثمان بن أحمد بن عثمان بن بشر النجدي الحنبلي، من رؤساء قبيلة بني زيد، أصله من أهل بلدة شقراء، كان المترجم متسمًا بصفات أهل العلم والديانة، يعلوه البهاء وتزينه السكينة والوقار، وقد خالط الأعراب للإرشاد والبيان، وقد يعتم بعمامة كعادة بعض المتنسكين وأهل الديانة، ولأنه كثير الأسفار، ثم إنه تركها قطعًا قبل وفاته بسبع سنين.