ولما أن عزمت الحكومة على طبع رسائل أئمة هذه الدعوة للمرة الأولى جعل الملك أمر ذلك إليه فقام بالتعهد لها، وجري بينه وبين مدير المطبعة وصاحبها محمد رشيد رضا صاحب مصر مجاوبات في شأنها، وأخذ عليه أن لا يتصرف بشيء من ألفاظها وكلماتها تعهدات، وقد برزت الرسائل المطبوعة بمطبعة المنار على أحسن ما يرام ولله الحمد، وكل ذلك بمساعي صاحب الجلالة عبد العزيز، وكم له من يد بيضاء، ومن أراد أن ينظر إلى مناقبه ويعرف فضائله فليراجع العقيدة التي جمعها وبعثها إلى رؤساء القبائل من أهل اليمن وعسير وتهامة وشهران وبني شهر وقحطان وغامد وزهران، وكافة أهل الحجاز، وذلك سنة ١٣٣٩ هـ بأمر من جلالة الملك ابن السعود، وكان لها أحسن وقع، فلذلك جعلها الشيخ سليمان من جملة رسائل الهدية السنية، وكم لهذا العالم من رسالة أشاد بها التوحيد وهدم الشرك فجزاه الله عن المسلمين خيرًا، ولما مات رثاه الشعراء والأدباء، وهذه مرثية أنشأها الأديب ابن أخيه عبد الله بن الشيخ عمر بن الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ لما توفاه الله في ٤/ ٦، وقد أثبتنا ما وجدناه منها، نسأل الله تعالى أن يرفع درجاته في دار الآخرة:
على الشيخ فليبكي محبٌ مولعٌ ... بكاء حزينٍ قلبه يتصدع
وينشر دمعًا من عيون غريقةٍ ... فإن قلصت ماء فبالدم تدمع
وميتةٌ خير الخلق للناس كلهم ... عزاءٌ به يسلو المصاب المفجع
فقد رحل الحبر الفقيه الذي به ... قواعد دين الله تتلى وترفع
له همةٌ تسمو إلى هامة العلي ... تقلدها مذ كان في الحجر يرضع