اختاره الملك عبد العزيز لإمارة بريدة مرتين، ولما فتح حائلًا وجبال طيء لم يجد لها كفوًا سواه، وليكون محافظًا على الحدود الشمالية، وناهيك به من يقظ حازم يراقب الأمور عن كثب، وأرسله لصد تقلبات آل عائض في عسير عام (١٣٤٠ هـ) فظفر وأخضع تلك القبائل ثم تصدى لابن الدويش عبد العزيز فقضى عليه وعلى من معه وذبحه ذبح شاة لما انتقضت عهودهم وذلك في واقعة أم رضمة، وكان منصور اللواء ومحبوبًا لدى أمته.
وهذه صفته كان ربعة جعيلًا حسَن الصورة مهيب الطلعة أبيض اللون قليل الضحك والمزاح، ذا عبادة وفيه مؤهلات لمهام الأمور، قال الشيخ عثمان بن أحمد بن بشر يمتدحه ويثني عليه من قصيدة:
أتانا بشير من أمير مؤيد ... مبارك ميمون الشمائل فاضل
كريم جواد ذي تقى وشهامة ... صبور جسور في اللقاء وفضائل
وأعني به الضرغام نجل مساعد ... أديب رحيب من كرام أفاضل
يقود جنود المسلمين بعزمه ... وهمته العليا إلى كل طائل
فوفقهم ربي لحرب ذوي الردى ... ذوي الزيغ والطغيان نسل الأسافل
ولقد كان سيفًا مسلولًا على المعتدين جاءت إليه امرأة تشكو فاسقًا من الأعراب أرادها عن نفسها وفجر بها، وقالت له كأني بك يا أبا عبد الله تقول ائتني بشاهد، فقد قهرني بوادٍ وفعل بي الفاحشة يا ابن مساعد فأمر به فأحضر بين يديه فهمس بأذنه فأقر بفعله سريعًا فأشار إلى الجلاد بنزع رأسه فطار رأس الجاني بلحظة وعجب الحاضرون كيف فهم الجلاد إشارته.
[ذكر شيء من صرامته وبطشه وحزمه]
كان في أيامه أعرابي تزوج بامرأة، غير أن أهلها مانعوا من سفرها إلى بلده فلما كان بعد مضي شهرين من الزواج باح الزوج بما لديه من كونه انقطع عن أهله