ووطنه وأخبرها أنه لا يمكن أن يجلس في تلك الصفة منقطعًا عن التكسب ومصلحة دنياه فذهبت إلى أبيها فمانع من سفرها فاشتكى الزوج على الأمير وكان والدها قد تهددها بالقتل إن سافرت قائلًا لئن ذهبت معه لأجعلن صدرك مخرقًا بمشط الرصاص، فدعا بها الأمير وسألها عن رغبتها في السفر مع زوجها فأجابت بما هددت به، وإلا فإنها ترغب الذهاب مع زوجها ولكنه حيل بينها وبينه فدعى بأبيها وقال له أحضر مطيتين إحداهما للزوج والعفش والأخرى تركبها مع ابنتك حتى تؤديهما إلى أهله على مسافة مائة وعشرين كيلو حتى توصلها ثم أقسم بالله لئن أصابه أو أصابها شوكة في الحال أو في المستقبل بسببك لأجعلنك عبرة ونكالًا للخلق فقام مبادرًا وحملهما حتى وصلا بالسلامة وأشهد على ذلك الحاضرين، ورجع.
وحدثني صالح بن محمد أبا الخيل بأنه كان مسافرًا ورفقته أربعة إلى فلسطين ومصر من جملة العقيلات فلما صفوا بضاعتهم وباعوا جمالهم وأحمالهم رجعوا إلى أهليهم في القصيم قال: فلما كان في منتصف الطريق بين الشام والسعودية ظهر خلفنا ثمانية من الركب على إبلهم، فقال البعض منا للآخر إنكم مقفيون فاستعدوا، وكان معنا رجل ماهر في الرماية يحمل أم خمس قصيرة فاختبأ خلفنا في ظل شجرة، ولما أن قربوا منه قال جنبوا عنا فوالله الذي لا رب غيره لأن لم تجتنبوا لتتفاقدوا والعدة فقالوا له استعذ بالله من الشيطان فنحن إسلام وإخوانكم ونعاهدكم بالله أن لا يصلكم منا ما تكرهون، فانخدعنا لهم كما قال عمر ابن الخطاب من خدعنا بالله انخدعنا له، فركب الرجل راحلته وأغلق بندقيته في مؤخر الرحل ثم تقدم أحدهم لما كنا نسير على السواء وأخذ البندقية كأنه يريد رؤيتها وبحيلة أنه يريد شراءها فلما استولى عليها داخلنا منه خوف وكثر غمزهم وهمسهم فأيقنا بالخيانة، ثم أنزلوهم عن رواحلهم وسلبوا ما معهم ثم قالوا تشهدوا قال وكنا نحمل كمرين من الذهب أخذوا أحدها والآخر تمكنت من أن ألقيه على خفية