لمن تنادي الحلو يا مشتري ... وأنت موهون القوى جائع
يا طفل من ألقاك في عالم ... لا وازع فيه ولا رادع
غنيه من تخمة يشتكي ... وجاره في فاقة راتع
يا جائعًا والزاد في كفه ... شبيه شعب خانه الطالع
بالله لا تعتب على موطن ... ما فيه إلَّا الشارد الضائع
ولمَّا أن نكبت الجزائر هذه النكبة ورأت العرب أن أرض الجزائر العربيَّة أرض خصبة حوت من كنوز المعادن ووفير العُلال والمحصولات ما يسيل له لعاب المستعمرين ولا سيما فرنسا فإتها غزتها أولًا سلميًا فلما سنحت لها الفرصة لابتلاعها لم تتوان عن ذلك القصد، وإن أهلها في كفاحهم المرير. عند ذلك قام العرب والمسلمون لمعونة الجزائر ومساعدتها في جمع الأموال وبعثها إليهم على عجل لتسد حاجاتهم الهائلة في كفاحهم المرير إلى الغذاء والكساء إلى المأوى وإلى البندقية والطلقة وإلى المدفع بل وإلى الطائرة النفاثة والدبابة الخفيفة والثقيلة والمصفحة والفرس والناقة وكل ما يمت إلى ميدان الجهاد البطولي بسبب حتَّى تتقوى معنوياتهم ويستطيعوا دفع هذا التيار الجارف.
[التضحية بالأموال]
قال الله تعالى:{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لما كانت مساعدة المسلمين مطلوبة وذلك لأنَّه لو تساند الإِخوان في المبادئ وإن كل عسير وتمَّ كل مراد. وفي الأمثال (ما تعاونت عليه الرجال خف) لأنَّ ديننا يريد منا أن نكون أشداء على الكفار رحماء بيننا وأن ديننا يأمرنا بمكارم الأخلاق والحنو على الضعيف ولكننا بالعكس، فأين البصيرة يا مسلمون وأين المعرفة يا مؤمنون؟ ومن ضعف نصيره وقل ظهيره وخذله إخوانه وأسلمه للنائبات خلانه وأعوانه يبس عوده وذهب معدوده