سجناء الطائف فشملهما الملك برعايته وعين عبد القادر رئيسًا لنقابة السيارات ثم عضوًا في مجلس الشورى كما أن عبد الرؤوف الصبان نال من جلال الملك كل عطف وتقدير وعينه عضوًا في مجلس الشورى وكان لما قال صاحب الجلالة لطاهر الدباغ ومحمد عبد الله صادق: عفوت عنكم عن الماضي وإني أريد منكم أن تعاهدوني على الإِخلاص للدين والوطن، وأمَّا شخصي فدعوه جانبًا أجاباه إنَّا نعاهدكم على الإِخلاص لجلالتكم قبل كل شيء لأنَّ الإِخلاص لكم هو إخلاص للدين والوطن فسر بذلك جلالته ولا غرو أن تكون أعتاب الملك وأهل بيته مهوى أفئدة المؤمنين ومحط آمال طلاب المنعة من الموحدين كما ذكر هذه العبارة طاهر الدباغ في خطبته.
[بيان عن حج الماضي والحاضر]
إنَّ الله تعالى سهل الحج في آخر الأمر بل أنَّ الله تعالى سهل السفر ويسر طريقه وأنا أتكلم عن حجتنا للفرض عام ١٣٥٢ هـ ذلك بأنَّا لما أن عزمنا على الحج في تلك السنة أخذنا في الاستعداد منذ ٨/ ١١ إلى أن امتطينا الإِبل في ١٥/ ١١ ثمانية أيام ونحن نعد العدة بخرز القرب وإصلاح الهوادج وكسيها بالستائر وإصلاح ما ينبغي حمله للمسافر من زاد ومزود وحبال ودلاء وخيام ورحل وإبل وغير ذلك ولا تزال الأمة منشغلة في السفر تسهر ليلها وتستعد في الهاون ومدقته وأواني الطعام والقهوة من أباريق ودلال حتى ظهر اليوم المذكور فسرنا والرفقة جميعهم أحد عشر نسمة أمَّا رفقة السابلة الآخرين الذين يجمعنا وإياهم الطريق فمجموعهم سبعة عشر مؤلفين من خمس خبر ولمَّا أن سرنا على بركة الله شيعنا بعض الأحباب إلى جهة الغرب مولين وجوهنا شطر الكعبة نزلنا في موضع يعرف بالمدوية ولمَّا أن أقمنا في ذلك القاع آخر اليوم بتنا فيه وكنت أذكر أن بعض الرفقة نسي بعض الحاجيات فرجع أحدهم إلى المدينة ليأتي بها وبعد ما بتنا في ذلك الموضع سرنا من الغد حتى انتهينا مساء إلى قرية البدائع فنزلنا حواليها ونحن