والجوع والإملاق، وسلط الله بعضهم على بعض فأصبحوا بحالة يرثى لها ذلك بأنه غرهم الغرور رئيس العراق سوَّل لهم وأملى لهم ولم ينفعهم كما قال الله تعالى:{وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ}[الأنفال: ٤٨]، وقال تعالى:{الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ}[محمد: ٢٥]، وقال تعالى:{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ}[الحشر: ١٦]، يكفي من ذلك ما جرى منه على أهل العراق وظلمه للأبرياء وإراقة الدماء، حتى أمسى العراق حديثًا للأمة في المآسي والجوع والفقر، تشتت شمله حتى انقسم إلى أحزاب وثورات، وعجز المجنون عن إصلاح نفسه، فكيف يصلح غيره.
[جلسة في مجلس التعاون]
لما أن كان في عصر اليوم السابع وعشرين من شهر جمادى الآخرة عقدت جلسة في الإمارات العربية بأبي ظبي دعا إليها رؤساء أعضاء المجلس حضراها رؤساء وملوك العرب، ودعى لها الملك فهد بن عبد العزيز ممثلًا وفود مملكته، وحضر خليفة بن حمد بن ثاني، وحسني مبارك رئيس الجمهورية المصرية، وقد كان قام في السعي بالصلح بين السعودية وقطر من جهة الحدود بينهما، وذلك لأن ولي العهد في الحكومة القطرية قام بإيعاز من والده خليفة بن حمد فتجاوزوا الحدود، ولما رأوا ابتلاء السعودية بحرب صدام لينتهزوا الفرصة وليتقدموا إلى السعودية، فقامت السعودية وردتها بالقوة على أعقابها خشية سوء العلاقات بين الحكومتين، فسعى حسني مبارك بالصلح وعادت الأمور إلى مجاريها بعدما قامت الحكومة القطرية تسعى بالانشقاق عن مجلس التعاون، فنجحت المساعي وأقيم احتفال في أبو ظبي وكنت أظن أن الأمير حليف ممن استغواهم صدام حسين ولكنه رجع عن غيه لما فشلت مساعيه، وعادت الحدود على وضعها، وقد أقيمت حفلة في الإمارات العربية وتصدر المجلس رئيس الإمارات هناك زايد بن سلطان آل نهيان،