يناشدون زعماء الدول العربية والإسلامية الوقوف إلى جانبهم ومدهم بالعون المادي والمعنوي ولا ريب أن الاكتفاء بالنداء إلى وقف إطلاق النار بينهم وبين العدو ليس كافيًا في تسوية النزاع لأن العدو استولى على ١٢ بلدية من قرى المسلمين وأراضيهم وأحرقوا ألوفًا من بيوتهم ومساجدهم وقتلوا أكثر من ثلاثة آلاف مسلم وآخر شيء إن نقلت وكالة الأنباء إنذارًا وجهه قائد الجيش الفلبيني إلى المسلمين بأنهم ما لم يسلموا أنفسهم قبل يوم الأحد القادم فإنهم سيتعرضون لهجوم مدمر من قوات البوليس التي يزيد عددها على عشرين ألف جندي، وكان هذا الإنذار قد ورد في صحيفة مانيلا تايمز بتاريخ ١٠/ ٨ / ١٩٧١ م أي الموافق ليوم الثلاثاء ١٨ جمادى الآخرة عام ١٣٩١ هـ.
[ذكر من توفي فيها من الأعيان]
وفاة الشيخ العالم محمد نصيف وترجمته هو الشيخ محمد حسين نصيف العالم العاقل الأديب المحبوب الورع الزكي الكريم التقي الذي طيب الله ذكره وجعل له قبولًا بين الأمة ولد في أوائل شهر رمضان المبارك في مدينة جدة عام (١٣٠٢ هـ) ولما ترعرع اشتغل بالعلم منذ نعومة أظفاره حتى صار عالمًا علمًا رصينًا وصار العلم شغله الشاغل فلا تراه إلا دارسًا محققًا معلقًا فقهًا وحديثًا وتفسيرًا وتاريخًا لقد ضرب في أكثر العلوم بسهم صائب، وقلَّ أن يزار فلا يوجد يقرأ كتابًا وله غرام عظيم بالكتب فلا يظهر في عالم الطبقات كتاب إلا ويحصل عليه مهما كان ثمنه ولديه مكتبة عظيمة حافلة وقد طبع فهرست الأحاديث النبوية في خمس مجلدات ولما سئل عنه قال إنني اشتريته وأراهم أصوله بأربعة آلاف ريال ثم بعد ذلك طبعه بالأوفست وبيع بحوالي ٥٠٠.
أما عن نسب المترجم فهو محمد بن حسين بن عمر بن عبد الله نصيف وكان رحمه الله رجلًا عملاقًا من عمالقة الرجال كرمًا وجودًا وأخلاقًا وعلمًا وفهمًا وذكاء وذاكرة وكان إلى جانب ذلك متحدثًا لبقًا فيسحر سامعه ويضرب بوفائه المثل