في منازلهم. ولا ريب أنَّ هذا بتوجيه من رائدهم الأعلى جلالة الملك عبد العزيز.
وقد صاهر الملك عبد العزيز قبيلة الرشيد غير مرة. وذلك لاستجلاب المحبَّة والمودة. نسأل الله تعالى أن يوفق بنيه ويهديهم ويرزقهم اقتفاء طريقة والدهم، كما نسأله التوفيق والهداية لسائر المسلمين.
[ذكر قواته وذخائره]
لما كان لا قوام للأمة إلَّا بالسلاح القوي تدافع به الأعداء وتخيف به البغاة والظلمة، فإن المسلمين يجب عليهم اتخاذ القوة والسلاح الذي يتناسب مع كل جيل ويستعد به من بنادق ومدافع وآلة نسف ونقل في البر والبحر والجو وطيارات وغواصات ودبابات يأمر القرآن بها في عموم قوله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فهذه القوة يجب اتخاذها وإرصادها لمن حارب الله ورسوله. وما ترك قوم الجهاد إلَّا ذلوا وتلك المعدات وإن عظمت وكبر شأنها فلا بدَّ لها من سواعد تحملها تارة وتدفعها أخرى وأدمغة تخترعها وقلوب لا ترهبها ونفوس ترى الموت وشرف الحرية خيرًا من الحياة في ذلِّ العبودية للدول الأخرى.
فعلى المسلمين متى ما أرادوا الرقي وعز الدين والتقدم تربية الجنود والأبطال المخلصين وتكوين فرق الشجعان البواسل لتغذية الروح العسكرية وبناية المدارس الحربية والإِتيان بالأساتذة الخبراء وجلب التلاميذ بمختلف وسائل الترغيب إليها.
لذلك رأى عبد العزيز بن عبد الرحمن بثاقب نظره لما أناله الله الملك وفتح له كنوز الأرض من الذهب الأسود والذهب الأصفر فأغناه عمَّا سواه أن يعهد بهذا الأمر إلى أحد أنجاله وهو منصور بن عبد العزيز فقام بتدريب فني للجنود حتى أصبح الجندي السعودي له شأن عظيم.