للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سفر الملك سعود لأوروبا]

كان الملك قد عاد إلى مملكته ليحج بالمسلمين بالرغم من أن الأطباء نصحوا له باستمرار الراحة استكمالًا للعلاج، ثم أنَّه بعدما تمَّ الموسم سافر إلى أوروبا لتوفر الحمامات الخاصة التي نصح الأطباء بها هناك فغادر مطار جدة في تمام الساعة الثانية والنصف عربي من صباح ٢٨/ ١٢ من هذه السنة إلى أوروبا لإِكمال العلاج.

وفي موسم الحج ألقيت مناشير كثيرة بين الحجاج من أهالي مصر وغيرها ووزعت بين الأمة إظهارًا لما يكنه جمال عبد الناصر ويبطنه من الكيد للإِسلام وأهله وبيانا لما كان يتعاطاه من الأعمال المضادة لدين الإِسلام. وأذاعت بعض الصحف العربية بأنَّه يخشى من انقلاب في مصر لما كان عليه رئيسها من الاستبداد وكثرة الناقمين عليه. وقد انضاف إلى ذلك أنَّه صد باخرة مصرية عن الحج بعدما أحرموا ولبسوا ثياب الإِحرام ولما رجعوا محصرين إلى السويس أَبوا أن ينزلوا عن الباخرة وجعلوا يناشدونه أن يعودوا. فبعثت الحكومة السعودية طائرات لنقلهم وإعادتهم إلى مكة للحج.

[ثم دخلت سنة ١٣٨٢ هـ]

استهلت هذه السنة بتحسن العلاقات بين الحكومتين السعودية والحكومة السورية. وعلمت الأمة على التحقيق ما يقوم به الرئيس جمال عبد الناصر من الأعمال السرية ضد العرب وما يسعى به في إذاعاته من التحريش وما يعمله من تقتيل الأبرياء وبذله مئات الملايين في دعاياته. وقد نشرت إحدى الصحف مقالًا بعنوان: (الاشتراكية كفر بالله) للشيخ محمد بن صالح بن سليم رئيس هيئة التمييز في مكة المكرمة وتوابعها. وهذا المقال طويل أطنب فيه وساق فيه الأثر عن عمر وابن يثرب الضمري. قال: (شهدت خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى فكان فيما خطب به أن قال: "ولا يحل لامرئ