بأهلها وهكذا فعل الظالم المستبد وقد صمم شيخها سيف بن عامر على الدفاع عن بلاده بكل ما يملك من قوة فقامت الصحف الهندية وبورما وسيلان تستنكر هذا الاعتداء على السعوديين وجعلت حكومة الهند تدرس قضية البريمي كما أنَّ جميع الصحافة الباكستانية على اختلاف أحزابها وميولها تهاجم السياسة البريطانية الاستعمارية الجديدة في جزيرة العرب على أثر احتلال القوات الإِنكليزية لواحة البريمي وقد أحدثت هذه الحوادث هزة عنيفة في جميع الأوساط الشعبية في هذه البلاد وبعثت جمعيات كثيرة برقيات التأييد لجلالة الملك سعود مستنكرة هذه الحملة الاستعمارية الجديدة في جزيرة العرب وبذلك ساءت العلاقات بين الحكومة السعودية وبين الإِنجليز.
[تحمس أهالي المنطقة الشرقية]
ففيها قام الملك سعود برحلة تفقدية للمنطقة الشرقية وذلك في ٦/ ٤ من هذه السنة وقد استقلَّ القطار في هذه المرة ولمَّا أن وصل إلى الخرج توقف القطار لدى بلدة الخرج حيث احتشدت جموع الأهالي لتحيته وقد احتفلت الأمة باستقباله في الخرج والإِحساء وبقيق والدمام. ولمَّا أن استقر في الدمام إذا قد احتشدت الجموع عن بكرة أبيها قد رفعوا أقواس النصر وألقوا الخطب وتحمسوا فلم يبق إلاَّ مقابلة الشر بالشر فأخذ صاحب الجلالة بالحكمة وضبط النفس وأن لا يعاملوا الإِنجليز بمثل معاملتهم، كما قيل:
إذا جاريت في خلق دنيئًا ... فأنت ومن تجاريه سواء
رأيت الحر يجتنب المخازي ... ويحميه من الغدر الوفاء
فقام وألقى خطابًا جاء فيه: (أما عن اعتداء البريطانيين على هذا الجزء من بلادي العزيزة وبلادكم أنتم قبل كل شيء فإنني سأبذل كل ما في وسعي وكل جهودي السياسية السلمية متفاديًا كل وطأة بل كل قطرة من دم أي فرد