أوراق الدويش حينما فتش فيها لأنها من ضمن المنهوبات التي نهبها الفرم وأتباعه لما هجموا عليه في الوقعة التي تقدم ذكرها قريبًا إن وجد من بينها مسودات من ضمنها مسودة كتاب باسم الملك فيصل ملك العراق يقول له فيه:
إنه خرج على ابن سعود كما يعلم إلا أن الطيارات التابعة لسلاح الطيران البريطاني في العراق طردته من الأراضي العراقية، فيطلب من جلالته أن يكفيه شرها ليتفرغ لابن سعود أو فليأمره كما يريد.
وعثر على مسودة أخرى بكتاب باسم السير "كلوب" المفتش الإداري للبادية الجنوبية في العراق المشهور عند العرب "بأبي حنيك" يقول فيه أنه يطلب أن يصير من رعيته وجنده وأنه تحت أمره الآن، وتاريخ المسودتين كان في ١٣ رجب من هذه السنة.
وهكذا أخذ ينافق ويمكر حتى حاق به مكره ولا يحيق المكر السيء إلا باهله.
[ذكر التجاء الدويش إلى الكفار وتشديد ابن سعود في طلبه]
لما أن سمع ابن سعود بأن الدويش في الأراضي العراقية ثار ثائرة لذلك وبعث في تاريخ ٢٤ رجب من هذه السنة كتاب احتجاج إلى المندوب السامي في العراق بعثه عن طريق الجبيل يقول له فيه:
إننا سرنا لتأديب البغاة الذين قامت عليهم قيامة الحكومة البريطانية والعراقية والكويتية لأنهم قتلوا رعاياها وعاثوا في أراضيها فسادًا وها هم اليوم ينعمون فيها ويعتصمون بها، فأين التعهدات التي تجهر بأنها لن تقبلهم ولن تجيرهم، أين التعهدات بأنها ستطردهم إن دخلوا أرضًا غير سعودية، ثم سار ابن سعود حتى نزل في شعيب الباطن الواقع أمام العرجا ولقد كان نزوله فيه في ٥ شعبان بجيشه وعساكره وهو يبعد عن ملتقى شعيب العرجا، بالباطن حيث تلتقي الحدود بين العراق والكويت ونجد بسبعة كيلو مترات، وعلم أن المخفر المسمى مخفر العبيد الذي به الحرس العراقي على بعد ثلاث كليلوا مترات عن نقطة التقاء الحدود، وشاهد من شعيب الباطن الطائرات الإنكليزية تطير فوق