الصحرى ولم تسعه على رحبها ومناكبها وصار المسكين طريدًا في الفلوات والجبال، فبعث وفدًا إلى ابن سعود برئاسة "الحميدي بن مفلوح" ومعه كتاب لابن سعود بتاريخ ٩ رجب ١٣٤٨ هـ معناه: أن خروجه كان مقدرًا عليه ويرجو أن يعفو عنه ولا يلجئه إلى الكفر بإصراره على الانتقام منه وهو الضعيف العاجز، فأجابه ابن سعود بتاريخ ٢٨ رجب بكتاب قال فيه:
لا شك أن الأمور كلها بيد الله والأيمان بالقدر واجب، ولكن الحجة به باطلة وأنك بعثت هذا الوفد وأنت تريد منه أربعة أمور:
أولًا: الالتجاء إلى بعد أن سد الله في وجهك الطريق وأراك عجزك ومقته اياك، ولم تبق لك حيلة تستطيع أن تحتالها فلجأت.
ثانيًا: عدت إلى المكر فتقول للناس بعد ذلك إذا أردت أن تمكر بي ثانية أني أفعل ما أشتهي ثم أركب لابن سعود راعي ذلول يأتيني منه بما أشتهي.
ثالثًا: تريد أن تكون صادقًا عند من طلبتهم المساعدة، فلم يمدوها إليك أن قلت لهم إذا لم تعطوني مطلبي فسأمضي إلى ابن سعود وأصالحه ثم أغير عليكم وأفعل بكم ما أريد.
رابعًا: تريد بحياتك يا فيصل الدويش غيظًا للمسلمين الذين قتل بعضهم بعضًا بسببك إن عفوت عنك، كنت أحب أن لا يصلني خطابك ووفدك لأضربك الضربة القاضية، ولكن وقد جائني فلا مانع من أن أعطيك الأمان لتقوم الحجة عليك، أعطيك الأمان فإن قبلت سلمت ذمتي وإن رفضت أعان الله عليك، وإن كان لديك بقيةَ من الشر تستطيع أن تتمادى فيها، فالله خير كاف وإلا فاقبل أنت ومن معك في جهي وأمان الله على دمائكم.
لكنه كان عنده والعياذ بالله بقايا من الشرور، فبعث إلى ابن سعود أنه في شك من أمانه وعفوه، ويهدده بأن الطريق لم ينسد في وجهه كما يظن، فالحكومات تخطب وده وترجو أن يكون من رعاياها فهو مستطيع أن يلتجع اليها إن أراد، ولكنه لا يريد ويؤثره لأنه مسلم وتلك حكومات كفار، وفي الوقت نفسه عثر في