للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إمام الهدى إن العدو إذا رأى ... له فرصة في الدهر بنزولها وثبا

ومن ألجأته للصداقة علةٌ ... يكن سلمة من بعد علتها حربا

فعاقب وعاتب كل شخصٍ بذنبه ... فلولا العقوبات استخف الورى الذنبا

وقد رتب الله الحدود لتنتهي ... مخافتها عما به يغضب الربا

إذا أنت جازيت المسيء بفعله ... فلا حرجٍ فيما أتيت ولا ذنبا

فمن سل سيف البغي فاجعله نسكه ... ومن شب نارًا فارمه وسط ماشبا

بذا يستقيم الأمر شرعًا وحكمة ... وينزجر الباغي إذا هم أوهبا

ومن تاب منهم فاعف عنه تفضلًا ... فحسبهم ما قد لقوا منكم حسبا

إلى آخرها وهي جميلة، ولما أن انتهى الرجلان إلى فيصل الدويش ونعيا له ولده وجنوده الخائبين سقط مغشيًا عليه وأيقن أنه مقضى عليه لا محالة، فهذا ابنه يقتل على يدي الأمير ابن مساعد وهؤلاء خير رجال مطير ذبحوا معه، ولم ينج منهم إلا رجلان، أضف إلى ذلك وقعة السبلة التي أكلت أشجع شجعان قبيلته ولم يبق معه إلى النفايات، لكنه جعل يظهر الشجاعة وقام مجتهدًا على جميع الأنصار ضد ابن سعود وذلك لأمرٍ يريده الله به، فعياذًا بالله من شر كل شرير قام وهو يقول: وهل كان قتيلهم إلا قطرة من بولي وجعل يتجبر.

فلما رأى صاحب الجلالة أعمال الدويش وما ارتكبه من الخاطرات في إثارة الفتن أهمه أمره وشدد في طلبه حتى خرج بنفسه في هذه السنة لطلبه والقبض عليه مهما كلفه الأمر، ولن يعود بدونه ليضرب ضربته القاضية ثم زحف صاحب الجلالة عبد العزيز ابن السعود بجيش خميس يبلغ عشرة آلاف مقاتل، وبينما كان في الطريق وصل إليه خبر يفيد أن محسنًا الفرم ومعه من عربان العراق ابن طواله وابن سويط هجموا على الدويش لأنهم موتورون منه ومن قومه، فنهبوا ما استطاعوا وأشعلوا النار في خيمة الدويش نفسه ثم غادروا وهم لا يعلمون بمسير ابن سعود فأمسى الإدبار ملازمًا للدويش حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت وتنكرت له المدن الكبار والصغار ثم القرى ثم أنكرته