إلى آخر القصيدة، وقال الشاعر المشهور محمد بن عبد الله بن عثيمين مهنئًا الإمام الأفخم صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل:
أبى الله إلا أن تكون لك العتبى ... ستملك شرق الأرض بالله والغربا
أراد بك الأعداء ما لله دافعٌ ... كفاكهم لما رشيت به ربًا
هم بدلوا نعماك كفرًا وبوئوا ... نفوسهم دار البوار فما أغبا
بغاثٍ تصدت للصقور سفاهةً ... فأضحت جزافًا في مخالبها نهبا
أرادوا شقاق المسلمين شقاوةً ... فصب الشقا ربي على أهله صبا
هموا أضرموا نارًا فكانوا وقودها ... وهم جردوا سيفًا فكانوا به خدبا
دعاهم إلى الأمر الرشيد إمامهم ... وقال هلموا للكتاب واللعتبى
وما كان من وهنٍ ولكن تحننًا ... عليهم رجا أن تمحو التوبة الذنبا
وما كان بالنزق العجول وإنما ... يدبرهم تدبير من طب من حبا
فلما أبوا إلى الشقاق وأصبحوا ... على شيعة الإسلام في زعمهم ألبا
أتاهم سليل الغاب يصرف نابه ... زماجره قبل اللقا ترعب القلبا
له هممٌ لا تنتهي دون قصده ... ولو كان ما يبغيه في نفسه صعبا
بجيشٍ يسوق الطير والوحش زجره ... فلم ترى وكرًا عامرًا لا ولا سربا
وجرَّ عليها كل أغلبٍ باسلٍ ... إذا ما دعي في معرك للقنا لبا
فعاد غبار الجو بالنقع قاتمًا ... تظن اشتعال البيض في ليلةٍ شهبا
وأضحوا هدايا للسباع تنوشهم ... تنوبهم يومًا وتعتادهم غبا
وراحت لطير الجو عيشي ونقري ... ونادي وحوشًا في مكامنها سغبا
فقل للبغاة المستحلين جهرةَ ... دماء بني الإسلام تبًا لكم تبًا
نبذتم كتاب الله حين دعيتم ... إليه وقلتم بالكتابين لا نعبا
وقلدتم أشقاكم امر دينكم ... فأصبحتم عن شرعة المصطفى نكبا
نعم ثبت الله الذين تبوءوا ... من الدين والأيمان منزلة رحبا
هم حفظوا العهد الذي خنتم به ... فكانوا لأهل الدين منذ هاجروا وأصبحا
وهم صدقوا الله العهود وأمنوا ... إمامهم صدقًا فلا لا ولا كذبا