أخذ العلم عن الشيخ أبي بطين وأخذ عن الشيخ الإمام القدوة عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأخذ عن الشيخ العالم العلامة والقدوة الفهامة عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين وناهيك بهؤلاء جلالة وعلمًا ومعرفة وما زال على قضاء شقراء حتى توفاه الله في هذه السنة.
وفيها توفى الشيخ عبد الرحمن بن عبيد إمام جامع بلد جلاجل وكانت وفاته في مكة المشرفة بعد انقضاء الحج رحمه الله وعفا عنه.
[ثم دخلت سنة ١٢٨٢]
استهلت هذه السنة والكلمة مجتمعة والرعية مستقيمة وقد أمن الله العباد والبلاد بالإمام فيصل بن تركي فكان على إمارة جبل شمر الأمير طلال بن عبد الله بن رشيد، وكانت الإمارة في الجبل وراثية لهم بفضل من الإمام كما سيأتي، وكان على إمارة بريدة مهنا الصالح، وعلى عنيزة عبد الله بن يحيى آل سليم، وعلى إمارة الأحساء محمد بن أحمد السديري، وهكذا سائر البلدان.
[ذكر نكت تتعلق في ذلك الزمان]
لقد كان مما يجمل ذكره ويتعين علينا رقمه هو أن نذكر حالة أهل ذلك الزمان وسجاياهم وما هم عليه من العادات فنقول: كانت معاملتهم حسنة ويحنو بعضهم على بعض لأن غالبهم كانت طاهرة قلوبهم وألين مما كانت القلب عليه الآن والدنيا لم تبسط عليهم كما بسطت على من بعدهم فكان الإنسان يعطي وإن كان من قلة ويبذلون أموالهم في الأوقاف على الفقراء والمساكين وطلاب العلم والأئمة والمؤذنين، فإنك لا تكاد تجد نخلًا من النخيل إلا وفيه تمر معلوم للصوام أو مؤذن المسجد أو إمامه أو مصباح المسجد ويتسابقون في الخيرات كما أن غلات الأراضي تكثر فيها الأوقاف ويعمرون المساجد ويؤون الضعيف ويرحمون ذا الفاقة هذا وما كانوا يعرفون طيارة ولا سيارة بل لم يتمكنوا من تسييرها ولم يتوصلوا إلى هذه الكهرباء.
أما جعل مراكب برية كهذه المصنوعات فقد أوجدوها غير أنهم لم يستطيعوا