كلهم عشيرة من المشارفة من الوهبة من تميم، فسار معه عدة رجال منهم يريدون أن يشفوا غليله، فدخلوا بلد أشيقر آخر الليل ورصدوا على باب عبد الرحمن لصلاة الفجر، ألقوا القبض عليه وضربوه ضربًا شديدًا، وأمسكوا علي بن عثمان وضربوه وجرحوه جراحًا شديدًا، فثار عليهم أهل البلد مع آل بسام وحصل بينهم وبين أهل الحريق قتال، فانهزم أهل الحريق إلى بلدهم وقتل منهم عثمان بن عبد الله بن مقحم.
[ذكر شيء من أذكار عبد الرحمن بن فيصل]
قد قدمنا فيما مضى والتاريخ يعيد نفسه إن عبد الرحمن هذا سار إلى بلد الأحساء وذلك بأنه لما مرج الملك بين آل سعود وكثر الهرج وأصبح كل ابن من أبناء فيصل لا يخضع للآخر ما خلا محمدًا، فإنه لا يزال مقيمًا على الولاء لأخيه عبد الله.
ولما كان في شهر رمضان من هذه السنة، قدم عبد الرحمن بن فيصل من بغداد إلى الأحساء يصحبه فهد بن صنيتان، فلما قدم عبد الرحمن قام معه أهل الأحساء وأخذوا يبرمون الحيلة في تدمير العساكر التركية، فقاموا على العسكر الذين عند أبواب الهفوف فقتلوهم، ثم حصروا العساكر الذي في خزام القصر المعروف خارج البلد، ونصبوا عليه السلالم وأخذوه عنوةً وقتلوا جميع من فيه من العسكر، وتحصن أهل الكوت فيه هم ومن عندهم من عسكر الترك الذين في كوت إبراهيم، وفي كوت الحصار فحاصرهم عبد الرحمن بن فيصل ومن معه من أهل الأحساء والعجمان وآل مرة، واشتد الحصار عليهم وكاد أن يظفر ببغيته لولا نجدة جاء بها ابن سعدون من العراق فكسرت العجمان وشتتت شملهم، وذلك لأن العساكر أرسلوا إلى والي البصرة وباشا بغداد يطلبون النصرة، فأمر باشا بغداد على ناصر بن راشد بن ثامر بن سعدون رئيس المنتفق أن يسير إلى الأحساء، وعقد له على إمارة الأحساء والقطيف وجهز معه عساكر كثيرة من بغداد، واستنفر ناصر بن