السوداء الشونيز لأني كنت أظن أَنَّه ينتفع بها لوصاية الرسول عليه الصَّلاة والسلام بها. ولمَّا أن فرغنا أخبرناه بخبرنا فكتب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي إلى الابن الكريم عبد الرحمن المقبل الذكير. السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الواصل إليكم فلان قد جاء لهذا الموضوع وأنَّه لم يخرج من باب بريدة الجنوبي أبدًا إلَّا لهذه الحاجة أرجو قضاء حاجته وإتحافه بمطلوبه. ثم قال الغداء هنا بعد الظهر كتب الله خطاكم. فاعتذرنا بموعد سابق وخرجنا من عنده شاكرين داعين وطال تعجبي لهذه الأخلاق التي يبخل الزمان بمثلها وكان لم يسمح عن دعوته حتَّى أقسمنا له أن الركاب عند المغرب. ولمَّا جئنا إلى بيت الذكير وجدنا رجلًا بشوشًا فناولته الخطاب فقرأه ثم أقسم بالله لو أن صاحب هذا الخطاب بعث إليَّ وهو في بريدة ولم يجعل ابن سعدي واسطة ولم يسعَ بنفسه لبعثتها له وهو جالس. ودعانا إلى طعام الغداء فاعتذرنا شاكرين ومقدرين وكان قد جعل خادمًا يعد القهوة العربية ويصب من الدلال للزوار وناولني ما تيسر من الكتب الموجودة ولا ريب أن المترجم له قد تمخضت عنه مدينة عنيزة وافتخرت به على ما سواها.
مؤلفات الشَّيخ
كان يشتغل في كتب الشيخين الإِمامين ابن تيمية وابن القيِّم رحمهما الله تعالى وكان حنبليًا، ثم بعد ذلك صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي بل يأخذ بالراجح من حيث الدليل تقليدًا لهذين الإمامين. وله يد طولى في التفسير. وقد ألف تفسيرًا في ثمانية أجزاء طبع مرارًا وذلك لأنَّ له ذوقًا في تفسير القرآن ويستطرد ويبين من معاني القرآن وفوائده ويستنبط منه الفوائد البديعة وله فصاحة وجزالة في اللفظ. وقد تكلم في مسألة يأجوج ومأجوج بكلام حمل عليه أعداؤه بسببه حملات شعواء وأنَّه خالف الجمهور ورفع أمره إلى والي الأمر واستقدم إلى الرياض للتحقيق معه وجرى معه البحث وخافت