فسامحها سوأتها وهو قادرٌ ... رأى الصفح والأعراض أرجى فيسرا
وقام لأمر المسلمين برأيه ... لحاملها التأييد إن سار أو سرا
يجر الخميس الزحف أن ناب نائب ... كدفاع موج البحر لما تزخرا
تراه في الأطوال كل طمرةٍ ... وكل كميت صادق العدو أحمرا
عليها من الفتيان صبح مفارها ... سلالة أمجادٍ وساداتٍ حسرا
وهي طويلة فلنقتصر منه على ذلك.
وكان الأمير عجلان قد تجبر وعزم على أن يزيد في الضرائب على أهل الرياض، ولقد اطلع قبل قتله من مكان شامخ على سوق الرياض وإلى جانبه جليس له فقال لجليسه: هؤلاء قد كثرت أموالهم وقوي شأنهم فأريد أن أزيد في القدر الذي يؤخذ منهم، ولما أن أشار عليه جليسه بعدم الظلم، جعل كلما أشار في نقص الضريبة يزيد هو، فذا يقول كثيرًا ما أضعفت وهذا يزيد الضعف حتى سكت المناصح لئلا يكون سببًا في ظلمهم إذا كان يستكثر عشرة آلاف فيقال خمسة عشر ألفًا فما كان إلا قاب قوسين أو أدنى، حتى أخذه الله وأراح منه الخلق، فلله الحمد على فضله.
[ذكر مخاطرات جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود أدام الله توفيقه]
فنقول: قام هذا الشاب لما تم له عشرون سنة يطلب ملك أبائه وأجداده، فغامر مغامرة تنطوي على كثير من الجرأة والشجاعة، ولم يطر إذ ذاك عارضاه، وصمم على الملك أو الموت في طلبه، فسطا في الرياض بأولئك الفوارس المجربين الذين ألفوا الأخطار، فقتل عجلان واستولى على الرياض ولقي الأهوال في ابتداء الأمر، وذلك لأنه تقلد السيف ولم يضعه من يده حتى أخضع نجدًا كلها، وكان يقول إنه لا يوجد في داخل جزيرة العرب شبر أرض لم يقاتل عليه ولولا ذلك لما حصل المقصود وجميع الأشياء بأمر الرب المعبود.