للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المخاطرة الثانية ملاقاته لابن رشيد، وقد جرأ عليه الدولة العثمانية وما زال يدافع حتى قتله وفرق الأعداء شذر مذر وآخر ذلك أن طرد الدولة عن القصيم.

المخاطرة الثالثة خروج عبد الله بن محمد أبا الخيل عليه بعد ما أمره في بريده فدخل عليه البلد في ساعة حرجه وكانت مخوفة عليه.

المخاطرة الرابعة فتح الأحساء وطرده الدولة عنها ولما فرغ من نجد مد يده للحجاز حتى استولى عليه ونريد أن نعرف بالرياض عاصمة الملك، فنقول: هي مدينة من بلاد العارض اليمامة وهي عاصمة ملك آل سعود بعد خراب الدرعية تبعد عنها ثلاث ساعات للراجل دخلت في حوزة آل سعود بعد أن هرب منها دهام بن دواس، وبعد ظهور الإمام تركي جعلها عاصمة لملكه، وما زالت كذلك حتى جعلها عبد العزيز عاصمة للملك وقد تقدم التعريف بها.

رجعنا إلى ذكر ابن رشيد فنقول: كان عبد العزيز بن متعب فارسًا شجاعًا وبطلًا مغوارًا، وله من الشجاعة حظ جسيم ومن الغلظة والفظاظة قدر عظيم يقتل ذكره الرجال، وتتلاشى دون وثبته العظماء الأبطال، ولما بلغه ما صنعه هذا الأسد الصائل الضرغام، وهذا الجرئ الشاب المقدام وفتح الرياض، وقتل عجلان لم يكترث وجعل يستهزء على أن متى ما أراد جاء وطرده وكانت كلمته لما بلغه الخبر أن قال (أرنب مجحرة وأهلها مقيمون يكفي ابن سعود أن انفض عليه عباءتي فيفر) وكان إذ ذاك نازل على الحفر يريد احتلال الكويت وما همه ابن سعود، ولا تحرك عن الحفر بل كان يكاتب الدولة العثمانية ويماطلونه ويطاولونه.

والسبب في ذلك أن مباركًا احتمى بالإنكليز ضرورة كما تقدمت الإشارة إليه، ولما طلب ذلك أمن من الأتراك، غير أن بريطانيا العظمى كان لها بذلك الحظ الحسن فقد أصبح الكويت ملكًا لها بلا شريك، ولما رست الباخرة البريطانية لنصرة ابن صباح، وقد رفعت العلم البريطاني ما كان للدولة العثمانية بها قبل، بل كانوا يظهرون لابن رشيد الولاء ويماطلونه ويأمرونه بأن يفاوضهم في محاربة ابن صباح فآخر ما نقول عن مبارك أنه قد احتمى من جهة البحر ببريطانيا، وحماه من جهة البر ابن سعود.