كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان

ثم دخلت سنة (١٣٩٢ هـ) - أمطار على الأماكن السعودية - ج: 6 - ص: 253

معدات الآلات للمصنع المذكور بحيث بلغت تكاليف هذه المعدات ٤٣٧٧٦٠ ريال وهذا مما يدل على الاعتناء بالأماكن المقدسة وعلى رأسها بيت الله الكعبة المعظمة وقد تقدم أول تأسيس لدار الكسوة في المملكة العربية السعودية قبل هذه السنة بست وأربعين سنة ولا ريب أن أول المطر قطر.

[أمطار على الأماكن السعودية]

لما كان في أنواء الوسمي هطلت أمطار كثيرة غزيرة على القصيم وتوالى نزولها ومن العادة التي أجراها الله عزَّ وجلَّ أن الوسمي إذا كثرت أمطاره ينزل الله فيها البركة ولا سيما الكمأة فعلى آثار هذه الأمطار اهتزت الأرض وربت وأنبتت من كل زوج بهيج وكثر الإقط والسمن والكمأة ورخص السعر بحيث كان الكيلو بريالين وقد يذهب الذاهب إلى بيوت الشعر من البادية النازلين في الفيافي حوالي المدن فيجد كيلو الكمأة يباع بريال، وكان معظم الكماة موجودًا في برج الدلو كما عم الكلأ والعشب الكثير بحيث لم يوجد مثل ذلك في السنين الأخيرة، وكانت البادية قد أخصبت جدًّا بحيث توفر لديهم في موسم خمسة أشياء بكثرة الإقط والسمن والكمأة والعشب والألبان. وكنت ذهبت في يوم من تلك الأيام إلى الضلفعة للوعظ والإرشاد فكنا نمر على بيوت الشعر في الطريق فنجدهم يتحدثون عما فيه من النعم والغبطة ويثنون بالشكر على الله سبحانه وتعالى، وكانت قد اشتدت وطأة البرد في يوم الثلاثاء ٢١ / ذي القعدة رابع الجدي بحيث كانت الدرجة في القصيم قد نزلت إلى ثمان تحت الصفر وتجمدت المياه ونزل جليد وبرد بإسكان الراء شديد في الرياض وما يليه وبلغت الدرجة في تركيا إلى ٢٥ تحت الصفر، وذكرت الأنباء في مصر أنه خرب من البرتقال والتفاح ما يبلغ حوالي ٢٥ ألف طن كما وردت الأخبار على جهة التحقيق من حائل وما يليها إلى عرعر أن مواسير المياه تكسرت من جمود المياه فيها وسألت أمير حائل في مجلس ضمنا لدى أمير منطقة القصيم فهد بن محمد بزيارة زار بها القصيم أحقًّا ما يقال عن ذلك فقال نعم وأروها عني واستمر البرد بهذا الوضع اثني عشر يومًا.