وفيها كثر الخصب والخيرات، وفيها عمل السلطان عبد المجيد خان ميزابًا للكعبة المعظمة في قسنطينية، ثم جيء به صحبة الحاج رضا باشا، وركب في الكعبة، نسأل الله تعالى أن يرفع قدرها، وكان الوالي على مكة يومئذ الشريف عبد الله بن محمد بن عون، وكان هذا الميزاب الذي ركب مصفحًا بالذهب نحو خمسين رطلًا على التقدير، وهذا الميزاب هو الموجود في الكعبة إلى العصر الحاضر فلم يبدل.
وفيها أسست مكتبة مصطفى البابي الحلبي بمصر، وكانت هذه المكتبة من أعظم المكاتب في العالم.
[ثم دخلت ١٢٧٧ هـ]
ففيها اجتمع رؤساء العجمان وتشاورا في أمرهم، فاجتمع أمرهم على المسير إلى عربان المنتفق، فتوجهوا إليهم ونزلوا معهم، وتحالف رؤسائهم ورؤساء المنتفق على التعاون والتناصر والتآصر على كل من قصدهم بحرب وعلى محاربة أهل نجد من البادية والحاضرة إلا من دخل تحت طاعتهم منهم، فسارت ركبانهم وتتابعت الإغارات على أطراف الأحساء وعلى أهل نجد، وأصبح لهم وللمنتفق شوكة عظيمة وقوة منيعة، حتى أخافوا أهل البصرة والزبير، وكثرت الإغارات منهم على أطراف الزبير والبصرة والكويت، فقام باشا ألبصرة حبيب باشا ودعى بسليمان بن عبد الرزاق بن زهير فأعطاه مالًا كثيرًا وأمره بجمع الجنود من أهل نجد، فأخذ سليمان يجمع الجنود ممن كان هناك من أهل نجد وبذل فيهم المال فاجتمع عليه خلائق كثيرة.
ثم أن عربان المنتفق ومن معهم من عربان العجمان أجمعوا رأيهم على أن ينزلوا بالقرب من البصرة ويأخذون منها من التمر ما يكفيهم لسنتهم وكان ذلك في وتت صرام النخل، ثم بعد ذلك يتوجهون إلى حرب نجد، فساروا إليها ونزلوا قريبًا منها ثم نهضوا إليها وانتشروا في نخيلها وعاثوا فيها فسادًا بالنهب والسلب، فنهض إليهم سليمان بن عبد الرزاق بن زهير بمن معه من أهل نجد ومن أهل الزبير