إن الله بعث له رزقًا على يدي فأرة جاءت به إليه تحمله، وكان له مسجد معروف في بريدة يؤم فيه ويدرس، ولما مات خلف بعده أبناء منهم إبراهيم وسليمان وعبد العزيز، أما إبراهيم فهو الذي خلف أباه في مسجده إمامًا، ولقد أدركته أعني إبراهيم وصليت خلفه وعمري إذ ذاك لا يتجاوز الثانية عشرة، ولا يزال أحفاد المترجم موجودين، ومن أشهرهم الأديب عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عمر، وكان ذا معرفة ودماثة أخلاق، تولى إدارة المدرسة السعودية الأولى في بريدة في أول تأسيسها.
ثم تولى إدارة المدرسة الأهلية في الرياض، ثم تولى إدارة المدرسة المعروفة بمعهد المعلمين في بريدة، أما سليمان بن محمد فسيأتي ذكر ترجمته في سنة وفاته.
[ذكر واقعة المليداء سنة ١٣٠٨ هـ]
قد قدمنا أن أهل القصيم وقفوا في نحر ابن رشيد منصرفه من الرياض، ولما رآهم قد نهضوا عليه، استفز جنوده وعشائره فالتقى الجمعان في المليداء، وذلك في ١٢ جمادى الأولى، فتناوشوا القتال، وكان الغلبة أولًا لأهل القصيم، فاقترح بعض رجال ابن رشيد أن يخرجوا من ذلك المكان الذي هم فيه ويفروا كأنهم منهزمون، فيأخذ العدو قافيتهم فيقطعون ساقته بالخيل.
قال بعض أهل المعرفة أن أهل القصيم شجعان غير أن رأيهم قليل.
فلما أن رحل الأمير محمد بن رشيد كأنه منهزم، وخرجوا على أثره من مزابنهم ومتارسهم صائحين انهزم ابن رشيد انهزم الحقوه، وبعدوا عن مراكزهم ومواشيهم، فعند ذلك كر عليهم وهجمت الخيل على أهل القصيم في موضع لا ملاذ فيه ولا مزابن تقيهم ولا جبال، فاجترت مؤخرهم الخيل وأوقع بهم ابن رشيد إيقاعًا شديدًا، وأصيبوا بضربة عنيفة ووقعة مشؤمة، انهزم فيها أهل القصيم هزيمة عظيمة وقتل منهم ألف رجل غالبهم من الأعيان والرؤوساء، وما