ولما رأت الحكومة النمساوية المماطلة وعدم الخضوع لبعض هذه التطلبات أعلنت الحرب عليها في الثامن والعشرين من يوليو، وبما أن روسيا تؤيد الصرب تأييدًا قويًا في موقفها فإن الأمبراطور "وليم الثاني" أيد النمسا بصفة أن القتيل صديقًا وحميمًا له، وبذلك أنذرت السماء ببروقها ورعودها وقامت الدنيا وقعدت تنذر بشرها وويلاتها.
[ألمانيا تعلن الحرب على روسيا وفرنسا]
قامت روسيا بتعبئة جيوشها وإنفاذها إلى الحدود المتاخمة لالمانيا، فطلبت ألمانيا سحب هذه القوات فورًا فرفضت روسيا أجابتها إلى مطلبها فأعلنت ألمانيا الحرب عليها في أول أغسطس وطلبت من فرنسا أن تحدد موقفها, ولما ردت عليها ردًا لم تطمئن إلى جانبه أشهرت عليها الحرب أيضًا في ٣ أغسطس.
[زحف ألمانيا على البلجيك]
بادرت جحافل الألمان إلى الزحف فاحتلت دوقية لكسمبرج المحايد وأرسلت الحكومة الألمانية في نفس اليوم إنذارًا نهائيًا إلى البلجيك أمهلتها فيه اثنتي عشرة ساعة، وطلبت منها السماح للجيوش الألمانية بعبور أرضها في طريقها إلى فرنسا، فرفضت الحكومة البلجيكية هذا الطلب واستصرخ مليكها الملك جورج الخامس البريطاني، فطلبت الحكومة البريطانية مشددة من ألمانيا احترام حيدة البلجيك بمقتضى معاهدة لندن سنة ١٨٣٩ م التي وقعت عليها روسيا نفسها.
ولما شرعت القوات الألمانية تشق طريقها في البلجيك على أثر انتهاء موعد الإنذار ونزلت كل دولة ساحة الوغى، وقد كانت النمسا ترتعد فرائصها فزعًا من الخطر الذي داهم إمبراطوريتها المتعددة الأجناس.
وكانت الحكومة العثمانية قد عقدت مع ألمانيا معاهدة سرية في أول أغسطس في نفس اليوم الذي أشهرت فيه تلك الدولة الحرب على روسيا، وتظاهرت تركيا بالحياد فترة من الزمن، ولكن حينما بدا لها أن استعداداتها الحربية قد اكتملت