للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معارف الدول العربية فساهم فضيلته في مناقشات المسائل المعروضة في ذلك المؤتمر كما اشترك أيضًا في قرارات هذا المؤتمر التي يرجى أن تؤدي إلى خير النتائج. ومما كان في هذه القرارات ترقية الثقافة والنهوض بشؤون التربية والتعليم إلى مستوى أعلى في جميع أقطار الدول العربية. وقد استقبل هناك بحفاوة فائقة من رجال المعارف. إنَّ الشيخ محمد بن مانع قد قضى عشر سنوات في الإِدارة العامة للمعارف السعودية وقد نهض بالتعليم إلى مستوى عال، ولكن الزمان يتطلب رقيًا في التعليم لذلك رأت الحكومة بثاقب علمها أن تجعلها وزارة بعدما كانت إدارة.

[تأسيس المعهد العلمي ببريدة]

ففي ٣/ ٢٤ من هذه السنة فتح معهد بريدة العلمي لذلك قدم إلى بريدة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ بأساتذة من مصر وغيرها للتعليم في المعهد وكانت الحكومة قد اتخذت دارًا لتكون معهدًا في بريدة وأخذت في البحث عن موضع يكون فيه المعهد وتقام له بناية من الأسمنت المسلح. وهذا لأول مرة تقام المساكن من الأسمنت. فلضيق الوقت عن تمكن بناية مدارس ومعاهد في القصيم في العهد الزاهر استؤجر له موضع، وفي ٢٦/ ٣ تمَّ فتح معهد بريدة العلمي فأقبلت الطلاب من كل جهة وصوب للدخول فيه.

وفي ١١/ ٥ من هذه السنة الموافق ليوم السبت ابتدئ بصرف رواتب شهرية لأئمة المساجد ومؤذنيها في المملكة جعل للإِمام ١٢٥ ريالًا وللمؤذن ٧٥ ريالًا وألغى ما كان يصرف قبل ذلك من البر والتمر سنويًا. فقد كان راتب الإِمام ستين وزنة من التمر تصرف في وقت الموسم في جذاذ النخل وثلاثين صاعًا من البر تصرف في وقت حصاد الزروع وتصفيتها.

كما أنَّه يصرف مثلها للمؤذن، وكان هذا العمل متأسسًا منذ زمن قديم. فلما أوسع الله على الحكومة صرفت بدل البر والتمر سنويًا نقودًا شهرية