بل امتد لهيبها بين الأهالي وقد جعلت أمريكا لمن هداها إلى النصر على الرئيس، ولكن لا يزال بماكر ويراوغ روغان الثعالب، وكانت الأمة الصومالية فريسة لهذه الحروب الضارية وانتشرت فيهم الأمراض والمشاغب إلى قدر لا يكاد يعبر عنه الوصف، ولا تبلغه العبارة.
ولما أن بلغت مشكلة فلسطين الذروة التي امتدت مخلبها وقتلت الأنفس برضا أعداء الدين والله وهم اليهود، رأى أهالي فلسطين برئاسة ياسر عرفات أن يقبلوا حكمًا ذاتيًا لعلها تسكن الأحوال وتهدأ الأمور، ولقد باشرت أمريكا وحليفتها اليهود وبشروا لذلك ووعدت اليهود أهالي فلسطين برد جميع المبعدين إلى موطنهم المغصوب، ولكن هذا الصلح لم يرق عند العرب جميعًا، ولقد رأوا أن هذا الصلح فيه إجحاف بحق العرب، ولكن عقلاء فلسطين قاموا يرحبون بهذا الصلح وما لا يدرك كله لا يترك كله.
[عدم التقيد بالمسافة يسبب الحوادث]
لقد كثرت الحوادث التي سببت الهلاك والدمار على الأمة بسبب الشباب الطائش، حتى لقد كان بسكان الهند يتجاوز عددهم أكثر من سبعمائة مليون منهم عشرة ملايين معوق من الحوادث، وقد كان ينبغي أن يتذكر الإنسان إذا حرك المحرك في سيارته للسير أن أهله وأطفاله ينتظرون رجوعه، فينبغي له أن يحرك العاطفة ويسترعي للطف والرفق بنفسه وأن لا يكون سببًا في هلاك الغير، وما التوفيق إلا من عند الله.
[عود على بدء]
ذكرنا قريبًا شيئًا عن الصلح الذي يكفل لأهل فلسطين عدم اعتداء اليهود الذين اغتنموا فرصة الانتفاضة بحيث قاموا ضد الأهالي يطلقون عليهم النيران ويقتلون ويهدمون، ولما أن كثر القتل في العرب وامتلأت السجون اليهودية بهم رأى ياسر عرفات ومن انضم إليه أن يوضع حد لذلك، وقام غالب العرب والدول