إن باكستان فيما ذكر عنها بلاد أسسها مسلموا الهند ليكونوا فيها أحرارًا في إقامة شعائر الدين الإسلامي، حتَّى نقل مؤسسها القائد الأعظم محمد علي جناح، إننا لم نؤسس باكستان لمسلمي الهند فحسب بل لتكون مقرًا للدعوة الإسلامية، وينسب إليهم شدة التمسك بالدين، ويا حبذا هذه الخصلة.
وإن الهدف الأساسي الذي من أجله أنشئت باكستان هو إتاحة الفرصة لمائة مليون من البشر حتَّى يعبدوا الله في حرمه ويحققوا العدالة فيما بينهم، كما جاء بها الإسلام وعاصمتها كراتشي، وإن المرأة متمسكة بتعاليم دينها محافظةً على تقاليدها، متصفةً بالأخلاق الفاضلة، وقد نالت قسطًا وافرأ من التعليم والتهذيب، وتمقت الخلاعة، وتنكر تقاليد الأوربيات في أزيائهن وتبرجهن، وأكثر نساء الباكستان يحافظن على الحجاب الشرعي.
ولما توفى القائد الأعظم محمد علي جناح أسف جلالة الملك عبدِ العزيز لوفاته جدًا وأمر أن تقام على روحه صلاة الغائب في المسجد الحرام، ومسجد المدينة، رحمة الله على أموات المسلمين.
ثم إن باكستان قد انتدبت قبل هذه السنة بأربع سنين وفدًا من قبلها لزيارة المملكة العربية السعودية برئاسة صاحب المعالي الخواجا وزير الداخلية، فكان موضع تقدير جلالة الملك ورجال حكومته.
ولما أن كان في هذه السنة في يوم الأربعاء ١٨/ ٦ الموافق ٤/ ٣/ ١٩٥٣ م قدم حاكم الباكستان صاحب الفخامة السيد غلام محمد بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية.
وكان قدومه في الرياض، فأطلقت المدفعية لقدومه إحدى وعشرين، واستقبل استقبالًا باهرًا، ورتب السير كهذا الدراجات النارية، وسيارات الجيب، والسيارات الملكية الخاصة، وسيارات أصحاب السمو الأمراء، وسيارات رجال الحاشية والحكومة.