وينبغي أن يكون السير بطيئًا ويرفع العلم الباكستاني إلى جانب العلم السعودي، ثم بعد ذلك أقلته الطائرة إلى جدة وأطلقت المدفعية ٢١ مدفعًا، ثم توجه إلى مكة المكرمة، وكانت أقواس النصر قد رفعت من مسافة طويلة، ثم إلى المدينة المنورة، وقد زار منى وعرفات بعدما أدى العمرة، وقد أطلقت المدفعية في المدينة لقدومه واحدًا وعشرين مدفعًا، ثم زار المسجد النبوي، وبعد ذلك استقل الطائرة إلى جدة، ثم منها إلى بلاده، وقد لقي في كل موضع حفاوة وإكرامًا عظيمًا، وكان عمره إذ ذاك ثانيًا وخمسين سنة.
أما نشأته وأعماله فإنه تلقى تعليمه في مدارس وجامعات مختلفة، وآخر ذلك قضى مدة قصيرة في ولاية بهويال ١٩٣٢ - ١٩٣٤ م.
ثم عين وكيلًا لمدير الحسابات العام بمديرية البرق والبريد بحكومة الهند، ثم عين في منصب هام بوزارة التموين عند بدء الحرب العالمية الثانية، ثم ارتقى إلى منصب السكرتارية، فعين سكرتيرًا ملحقًا، وقد قدرته الحكومة وعرفت لخدماته العظيمة حق معرفتها وقدرتها حق قدرها فمنحه لقب بطل الإمبراطورية الهندية، ثم منحته لقب الفروسية فيما بعد.
ثم تولى منصب وزارة المالية، ثم تولى شركة تاتا المشهورة، وهي شركة تجارية ذات مصالح جسيمة، ثم عين وزيرًا لمالية باكستان في عام ١٩٤٧ م، فكان أول وزير مالية فيها، ثم عين وزيرًا للشؤون الاقتصادية والمالية وهي الوزارة التي أسست لتنظيم شؤون باكستان الاقتصادية، ثم إنه اختير بعد ذلك حاكمًا عامًا للباكستان في أكتوبر ١٩٥١ م الموافق لمحرم ١٣٧١ هـ بعد أن اعتزل هذا المنصب سلفه الحاكم العام خواجه، وكان غلام محمد هذا هو الساعد الأيمن لمحمد بنُ علي جناح مؤسس دولة الباكستان، وكان أديبًا ويعرف اللغات ويجبد الأوردية إجادة عظيمة إلى جانب إجادته الإنكليزية والفارسية، وله إلمام بالعربية، وكانت زيارته للملمكة السعودية قد استغرقت أسبوعًا كاملًا.
وفي هذه السنة نشرت إحدى الجرائد السعودية نشرة في جمادى الثانية لبعض