نظرًا لكوني كبير القناصل سنًا تقدم بالنيابة عن نفسي وبالوكالة عن رفاقي بتقديم تهنئتنا لعظمتكم بدخولكم جدة في هذه الطريقة السلمية التي حقنت بها الدماء ونتمنى لعظمتكم التوفيق الدائم والسعادة، فأجابه السلطان قائلًا أنه لم يبطئ في الأعمال الحربية ألا لهذه النتائج السلمية، ثم شكر للمعتمد البريطاني مسعاه وأعرب للقناصل عن سروره بما كان من موقفهم في الانقلاب الأخير فتم سلمًا كما تمناه، ثم أقام بقية يومه في الكندرة ودخل جدة في صباح الخميس الموافق ٨ من الشهر المذكور ونزل في دار الوجيه العالم الشيخ "محمَّد نصيف" وهرع له الأهلون أفواجًا أفواجًا لمقابلته وألقت الخطباء أمامه الخطب والأناشيد، وكان ما بين يوم إشرافه على الرغامة للحرب ويوم دخولها تحت رعايته سنة واحدة كاملة، ثم إنه باشر العمل بعد ذلك في إعادة اليسر والطمأنينة إلى الحجاز، وفاه عظمته عن رأيه نحو البلاد ودعى الناس إلى الوئام، ثم نشر هذا المنشور.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
" بلاغ عام"
من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل السعود إلى إخواننا أهل الحجاز سلمهم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فإني أحمد الله إليكم وحده الذي صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده وأهنئكم وأهني نفسي بما من الله به علينا وعليكم من هذا الفتح الذي أزال الله به الشر وحقن دماء المسلمين وحفظ أموالهم وأرجو من الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويجعلنا وإياكم من أنصار دينه ومتبعي هداه.
إخواني تفهمون أني بذلت جهدي وما تحت يدي في تخليص الحجاز لراحة أهله وأمن الوافدين إليه طاعة لأمر الله قال جل من قائل:{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}[البقرة: ١٢٦]، وقال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ