ولكن البدو لما نصفوا الطريق خذلوه وشردوا ولكنه استمر سائر ونزل بقومه على ماء سقف، فوجدوا هناك قبائل من حرب فاغاروا عليهم وغنموا كثير من أموالهم، فرأى صاحب الجلالة أنه لم يتوفق في زحفه إلى الجبل فعاد إلى الرياض.
ولما أن أقام فيها شهرًا جاءه رجل من بريدة يخبره أن أهلها مستعدون إذا قدم عليهم أن يهجموا على أبي الخيل، فسار إلى القصيم مسارعًا، ولكن الظروف لم تساعد وذلك أنه لما بلغ الموضع المعين للاجتماع خارج البلد لم يجد هناك أحدًا فعضَّ على يديه وعاد إلى عنيزة.
فلما كان بعد سبعة أيام أتاه الرسول منها يقول أنهم مستعدون ومتأهبون للهجوم على أبي الخيل، فزحف ثانيةً حتى بلغ الخضر الذي على مسافة ساعتين من بريدة، ومشى بالجنود مرتين إلى بريدة لعله يتفق بالأنصار، فلم يخرج إليه أحد، لله أنتم يا أهل بريدة.
فإن قيل فما المانع من خروجهم إلى الميعاد وإحجامهم عن الهجوم على الأمير؟ قيل: إنه يوجد طائفةٌ ليست بقليلة في بريدة أتباع لطاغية مهنا وابن رشيد، فهذا الذي عثر المساعي عسى أن يحصل الأمر من غير قتال بين أهل البلد، فلما كان ابن سعود في ذلك الطلب جاءت الأنباء إليه بأن ابن رشيد زاحف من الجبل لينجد أهل بريدة، فثار مبادرًا ليصده عن ذلك غير أنه لما بلغ الكهفة وجد الخبر مكذوبًا، ولكنه برغش بن طوالة وكان رئيسًا من رؤساء شمّر كان نازلًا على ماء (فيد) بالقرب من جبلى سلمى هناك فسرى إليه ابن سعود يريد الهجوم عليه.
ولم رآه ابن طوالة مقبلًا إليه ساعة الفجر، راكب النساء على الخيل فسافرت، فجئن بلا قينة مستعطفين، وتقدم برغش بن طوالة إلى ابن سعود طالبًا العفو ويعاهده على النصرة والولاء، وأقسم بالله أنه سيكون من رعاياه على الدوام مخلصًا سالمًا، وكان برغش هذا هو رسول السلم بين ابن سعود وابن رشيد.
[ذكر قتل سلطان بن حمود بن رشيد أمير حائل]
ففي هذه السنة قام سعود بن حمود بن رشيد على أخيه سلطان فقتله، وكان