لا تزال معلقة وحل المشاكل هناك. وبعدما أنهى القضايا أعجب الملك به لحسن حله للأحكام التي كانت معقدة وأمره بالبقاء في مدينة الرياض للقضاء بين البوادي في الدماء والأموال ثم عينه رئيسًا لمحكمة الرياض بدلًا من الشيخ إبراهيم بن سليمان بن مبارك الذي نقل إلى محكمة وادي الدواسر. فاستمر فيها طيلة حياته رحمه الله وكان في جميع تقلباته موضع الإِعجاب وكان قارعًا للشعر حسن العقيدة مضافًا إلى ذلك أنَّه شجاع، فكان مع تحصيله للعلم شجاعًا مقدامًا غزى في صحبة جلالة الملك عبد العزيز قتال جده وغزى في قتال اليمن عام ١٣٥٢ هـ. وظهرت في هذه الغزوة منه شجاعة تجلت عن إقدامه وبسالته بحيث إنَّه لما قتل حامل الراية تلقفها وأخذها بيمينه ورفعها وتقدم بقوة وشجاعة فائقة أمام الغزاة حتى انهزم العدو. وقد استمرَّ رئيسًا لمحكمة الرياض سبع سنين تقريبًا إلى أن مرض مرضًا مخوفًا في منتصف عام ١٣٧٣ هـ فنقل إلى المستشفى اللبناني بجدة ووافاه أجله المحتوم في سابع عشر شوال من هذه السنة فنقل إلى المسجد الحرام للصلاة عليه ودفن في مقابر العدل رحمة الله عليه. ولله در الشيخ حسين بن علي بن نفيسه حيث يقول في رثائه للشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف:
أولو العلم صاروا للحوادث عرضة ... وما ذاك إلا شوم ذنب تعظما
إذا مات عالم مات عالم ... وأصبح نور الحق بالجهل مسهما
على مثله نبكي جهارًا وخفية ... ونبكي على بنيان علم تهدما
[اشتراك مديرية المعارف السعودية في مؤتمر وزراء معارف الدول العربية]
ففي سادس عشر من ربيع الأول من هذه السنة الموافق ليوم الإِثنين سافر في وقت الفجر بطريق الجو الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع مدير المعارف إذ ذاك ليمثل حكومة جلالة الملك المعظم في مؤتمر وزراء