الخطوط الأولى إذا وافاه أجله المحتوم على أثر مرض استمرَّ قريبًا من أربعة أشهر، وتوفاه الله تعالى في ثاني صفر من هذه السنة. فرحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار.
فيا من هو القدوس لا رب غيره ... تباركت أنت الله للخلق مفزع
أنله الرضا والعفو فضلًا ورحمة ... فأنت الذي المعروف ليس يضيع
لديه بلى يبقى ذخيرة عامل ... وأنت الذي بالفضل تجزي وتنفع
وفيها وفاة الشيخ سعود بن رشود رحمه الله وعفا عنه وهذه ترجمته: هو العالم الفاضل الشجاع المجاهد في سبيل الله الشيخ سعود بن محمد بن عبد العزيز بن راشد بن رشود بن سعيد من قبيلة سبيع. ولد في مدينة الإفلاج مسكن أسرته وذويه وكان ذلك في عام ١٣٢٢ هـ. كان أبوه مزارعًا من كبار المزارعين في الإفلاح. أدخله والده عند معلم يدعى سعد بن سعود آل مفلح وبعدما أدرك الكتابة والقراءة ومبادئ من الحساب فرغه والده للتعلم لما رأى من حرصه، فأخذ عن علماء بلدته ثم سافر إلى مدينة الرياض للأخذ عن المشائخ فيها فأخذ عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وعن الشيخ حمد بن فارس وكان نبيهًا ذكيًا رآه الملك عبد العزيز لما مرَّ بوالده محمد بن عبد العزيز في بيته فتوسم فيه النجابة، وطلب من والده أن يفرغه لطلب العلم فنفذ والده رغبة الملك، وما زال المترجم يدأب في تحصيل العلم فأخذ عن مشائخ، سوى من ذكرنا، وهم الشيخ عبد العزيز بن حمد بن عتيق وأخذ عن الشيخ محمد بن إبراهيم وأطال في التعلم والدراسة حتى نبغ من بين أقرانه. ولمَّا أن بلغ من العمر ثلاثًا وثلاثين عينه الملك عبد العزيز قاضيًا بوادي الدواسر وذلك بعدما شاور في شأنه شيخه محمد بن إبراهيم. وبعدها بسبع سنين نقل من وادي الدواسر إلى قضاء مدينة المجمعة أي عام ١٣٦٤ هـ فكان قاضيًا لإِقليم سدير، ثم أمر الملك بأن يوافيه في الرياض ثم أخذه في معيته إلى روضة خريم لإِنهاء القضايا التي