وكانت الجيوش الحليفة أتمت تحرير فرنسا والبلجيك وراح الجيش يدق أبواب بروسيا الشرقية، فبدأ عليه قبول الاقتراح وقام ألبرت زوللر الذي لازمه في آخر وقته، وقامت زوجته الغو هرر لأعداد الحقائب وعرض الأوراق، فضحك هتلر ضحكة عصبية كادت تفصم أوصاله وجعل يتمتم كمن يخاطب نفسه، لماذا يريدون مني أن أستجم في بافاريا، إنهم يظنون بحياتي وقد فاتهم أني سئمت تكاليف الحياة، وكرر هذه العبارة ثلاث مرات، ثم أبلغ زوجته أنه لن ينتقل إلى الجبال البافارية.
وفي ذلك التاريخ قدم وزير التسليح الحربي في ألمانيا الهر ألبرت شبير تقريرًا بأن الاقتصاد الألماني معرض للانهيار ما بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع، ورغم ذلك فقد استمر الضرب الاستراتيجي إلى ١٦ إبريل فوق ألمانيا محققًا النصر.
[إعلان الحكومة السعودية الحرب على ألمانيا]
طلبت الحلفاء من عاهل الجزيرة العربية أن يعلن الحرب على ألمانيا، وألحت بريطانيا وأكدت الطلب، فنزولًا تحت إرادة الحلفاء أعلنت الحكومة ذلك بصورة أسمية، وعرضت بلادها للحرب بوقت لا تملك فيه مدفعًا مضادًا للطائرات، ولا طائرة مقاتلة تدفع عنها صولة من يعتدي عليها، كل ذلك كان مروءة ووفاء للصداقة التقليدية التي تربطها بها، وأني لأعجب لهذه الدولة الخائبة بريطانيا بصفتها لا تقدر الأعمال، وتعرف الذي حق حقه، فإن من واجبها نحو جيرانها المحافظين على الولاء والصداقة وحسن الصلاة ألا تحدث ما يجرح العواطف ويثير الضغائن كما في واحة البريمي في إجراء المفاجئات هناك.
وكان إعلان الحكومة السعودية الحرب في ١٥/ ٣ الموافق لأول مارس ١٩٤٥ م بلاغ رسمي: إن الحكومة العربية السعودية أصبحت ابتداء من أول مارس سنة ١٩٤٥ م في حالة حرب مع دولتي ألمانيا واليابان، وذلك باستثناء الأماكن المقدسة فهي لا تزال على حيادها لا تحارب ولا تحارب، ولقد تأثر هتلر لذلك منتقدًا الحكومة السعودية بذلك.