شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظل بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مراد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
له خمسة أبناء حسين وحسن وعلي وعبد الله وإبراهيم.
ولد الشيخ في بلدة العيينة ١١١٥ هجرية، وكان من بيت علم؛ فأبوه شيخ كبير وجده سليمان بن علي عالم نجد في زمانه، له اليد الطولى في العلم، وانتهت إليه الرياسة في نجد، ولما ولد المترجم في العيينة فرح به والده، وحفظ القرآن تجويدًا عن ظهر قلبه، قبل بلوغ عشر سنين، ودرس في الفقه حتى نال حظًا وافرًا وأصبح موضع الإعجاب من والده لقوة حفظه، وجودة ذكاءه، لأنه كان حاد المزاج متوقد الذهن سباقًا في عقله، قويًا في جسمه، وشوهد منه في حال سفره كثرة المطالعة في كتب التفاسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام، فشرح الله صدره لمعرفة التوحيد وتحقيقه ومعرفة نواقضه المضلة عن طريقه، ولما تم له اثنتا عشرة سنة من عمره بلغ الحلم، ورآه والده أهلًا للإمامة في الصلاة، فقدمه إمامًا فقام بأعباء هذه المهمة رغم حداثة سنه.
[أخلاقه وسجاياه]
كان بشوشًا متواضعًا جوادًا، ذا عبادة وإيثار للفقراء والمساكين، أضف إلى ذلك قوة وهيبة تهابه الأمراء والرؤوساء، بل كان يهابه كل من يراه.
ومن العجائب، أنه في أصله متواضع، لين العريكة سمح بشوش، لكن الله تعالى جعل له هيبة في القلوب، ومنحه كمال الرأي والفراسة والتدبير، وكان شكورًا لنعمة الله، وعلى جانب عظيم من الإنطراح بين يديه، وكثيرًا ما يلهج بقوله تعالى:{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}[النمل: ١٩]، ويتمثل لهذه الأبيات:
بأي لسان أشكر الله أنه ... لذو نعمة أعجزت كل شاكر
حباني بالإسلام فضلًا ونعمة ... علي وبالقرآن نور البصائر