التصديق على ما تقرر في مؤتمر الصبيحية مقرونًا بالشكر لابن سعود بالنيشان العثماني الأول، فعندها حمل السيد طالب تلك البرقية مسارعًا إلى مبارك، وكان في الفيلا، فسلم عليه وقال: أبشر يا شيخ فقد اتفق ولدك مع الحكومة، فاندهش مبارك لذلك وحان له همه وقلقه، وأجاب قائلًا: ومتى كان هذا؟ فأجابه طالب متهانفًا: الأمر قضي بليل، فقال مبارك كلها بمساعيك يا خبيث، فأجابه طالب لهجًا بقوله: تعلم الولد الخباثة من أبيه، فأجابه مبارك وقد اشتد غضبه قائلًا: سلط الله عليك يا خبيث إليك عني، فضحك طالب وهو يعيد قراءة البرقية.
ثم أرسل الشيخ مبارك بعد ذلك رسوله عبد العزيز بن حسن إلى ابن سعود يهنيه ويلومه لأنه لم يخبره بالاتفاق، فكتب إليه السلطان عبد العزيز قائلًا: إني ابنك وقد أهنت نفسي في القدوم من الجبيل إلى الكويت، وما ذاك إلا حبالك وعملًا بإرادتك، ولكن كيف أستطيع أن أرضي والدي وهو يأمرني أن لا أتفق مع الإنكليز، وأن لا أتفق مع الترك، فإذا بين لي حضرة والدي الطريق الثالث أسلكه راضيًا شاكرًا، ولكني أسأل والدي الآن كيف استحسن ذلك الكلام في ولده على مائدة ابن قرطاس؟ فكتب مبارك معتذرًا وقال لا تصدق يا ولدي أكاذيب طالب اللعين، وتأكد يا ولدي أني أريد أن أتظاهر أمام الأتراك بالبعد عنك والجفا لأدرك لك الغاية التي تنشدها، فأجابه عبد العزيز والحمد لله أن الأمور كانت على ما يرام، فليهنأ الوالد بعز ولده والسلام، هذا خلاصة ما جرى بين ابن سعود وبين الدولة.
[ذكر هادمة العهود ومفرقة الوفود وهي الحرب العظمى سنة ١٣٣٢ هـ الموافق لسنة ١٩١٤ م]
لما شبت الحرب العظمى في هذه السنة قامت ألمانيا على الإنكليز وحلفائها، وانضمت الدولة العثمانية إلى الدول الوسطى إلى ألمانيا والنمسا ضد الإنكليز وحلفائهم، فخاضت الدولة العثمانية غمرات الحرب العمومية وشهرت في تلك