من المصادفات الغريبة أن الله عز وجل ألقى الذلة على ألمانيا ورفع يده عنها من حينما أعلن ابن سعود الحرب عليها، ثم إنه بعث ابن سعود بكتاب إلى روزفلت رئيس الولايات المتحدة في ٣/ ٢٦ من هذه السنة يناشده بحق العرب في فلسطين، وأن يوضع حد لأعمال اليهود هناك، والكتاب طويل فصل فيه صاحب الجلالة تاريخ فلسطين، فأجاب عليه الرئيس بكتاب طيب اللهجة قال فيه:
تتذكرون جلالتكم أنه في مناسبات سابقة أبلغتكم موقف الحكومة الأمريكية اتجاه فلسطين، وأوضحت رغبتنا بأن لا يتخذ قرار فيما يختص بالوضع الأساسي في تلك البلاد بدون استشارة تامة مع كل من العرب واليهود، ولا شك أن جلالتكم تذكرون أيضًا أن خلال المحادثات الأخيرة أكدت لكم إني سوف لا أتخذ أي عمل بصفتي رئيسًا للفرع التنفيذي لهذه الحكومة يبرهن أنه عدائي للشعب العربي، وإنه لما يسرني أن أجدد لجلالتكم التأكيدات التي تلقيتموها جلالتكم سابقًا بخصوص موقف حكومتي، وموقفي كرئيس للسلطة التنفيذية فيما يتعلق بقضية فلسطين، وإن علمكم بأن سياسة هذه الحكومة في هذا الخصوص غير متغيرة، وقد كتب هذا الكتاب بتاريخ أبريل ١٩٤٥ م قبل وفاته بأسبوع.
[وفاة رئيس أمريكا روزفلت]
لقد فوجئ العالم بهزة كان لها وقعٌ عظيم في سائر القلوب، وهي وفاة الرئيس روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وافته المنية على حين بغتة في وقت كان العالم ينتظر نتيجة هذا التطاحن العالي، وإن المتوفى غني عن التعريف بشخصيته التي لعبت دورها الهام في تغيير وجهة التاريخ في هذا النزاع القائم، أضف إلى ذلك صداقة تأسست بينه وبين عاهل الجزيرة الملك عبد العزيز بن سعود، وكان من النتائج الباهرة في تاريخ الأمة العربية ذلك الاجتماع العظيم الذي كان بين جلالة الملك وبين الرئيس في مياه الإسماعيلية