عندما يكون الهواء ساكنًا فتشتعل النَّار ويرتفع لهيبها إلى ثلاثين مترًا مع الماء. وهذا من آيات الله أن يجتمع الماء والنَّار بالرغم من كثرة البعثات الجيولوجية فإنَّه لم يظهر البيان الحقيقي عن بحثها وتنقيبها لتطمئن القلوب غير أنَّ هذه التجربة تؤكد على أن أرض القصيم لا بدَّ أن تنطوي على شيء فهذه عيون تشتعل نارًا لما فيها من المادة الغازية وعيون أخرى أكثر من خمس كبريتية وكذلك يوجد جزء من أحجار بريدة تشع نورًا وفي تحت جزء من الأرض جبل من طين إذا وضعت قطعة منه على النَّار أحدثت صوت فرقعة الأمر الذي جعل الناس يفكرون في أنَّ هذا الطين لا بدَّ أن يكون فيه مادة بارودية.
[ذكر ما جرى فيها من الحوادث]
ففي شهري جمادى الأولى والثانية انتشرت الحصبة في نجد وكثرت الإصابة بها وكانت الأمة في قديم الدهر إذا انتشرت فإنَّهم يضادونها بالحمية وأشياء أخرى فما تلبث أن تفتك بالصبيان فما بين ناج وما بين هالك وتكون ضحاياها كثيرة غير أن الأطباء استطاعوا بتوفيق من الله لهم أن يضادوها بإبر البنسلين ونحوها فيقل خطرها وقد نشرت إحدى الجرائد السعودية كلامًا لبعض الدكاترة في الحصبة لا يخلو من فائدة وقرر هذا الطبيب أنَّ الحصبة يبدأ موسمها في منتصف الشتاء وينتهي في أواخره وإني لأعجب لهؤلاء الأطباء الذين كانوا في أنحاء المعمورة بحيث مع تقدم الطب في هذا الزمان لم يجدوا لها تلقيحًا كما وضعوا للجدري فإنَّ النَّاس قد وجدوا راحة في استعمال التلقيح ضد الجدري. وفيها قام بعض المنتسبين إلى الخير بالإنكار على بعض رجال الجهاد المرابطين في بريدة شربهم الدخان وتجولهم في مواضع من البلد فحصل من هؤلاء سوء تفاهم أي إلى المضاربة فيما بينهم فرفع الفريقان شكايتهم إلى الحكومة فبعثت الحكومة هيئة من ديوان المظالم للتحقيق في المشكلة التي تطورت وكان ذلك في آخر شهر محرم فاستمرَّ