كانت أسلحة ألمانيا وحليفتها اليابان قوية، فمنها الغواصات المدمرة للأسطولات البحرية لا سيما العتاد الألماني فإنه جيد، وجانب منه يدل على طول العناية وإتقان الصنعة، حتى أن مهمات المحور أكثر من ستمائة ألف صنف كلها حربية، ومنها الصواريخ التي تطلق على مسافة ٧٨٠٠ ياردة فتسقط كيفما اتفق وتحدث رجة عنيفة، وكانت الألمان تخترع في مدة قليلة مدمرات هائلة، فمن ذلك الصواريخ الصارخة، فقد تسنى لهم استخراج طراز أقوى من البازوكا، وكان هذا السلاح مدمرًا هائلًا يستعملونه في محاربة دبابات الحلفاء على أن الشرر الذي يخرج من مؤخرة الصاروخ شديد جدًا بحيث أن حياة الجندي الذي يطلقه تتوقف على ثوب يلبسه، ثم شرعوا يطلقون الصواريخ من الطائرات، وإذا سقط في يد البريطانيين إحدى دبابات الألمان الجديدة فإنهم يغتنمونها لفحص طرازها، وقد تعقبت الطائرات الألمانية ضباطًا بريطانيين في مصلحة الاستخبارات سقطوا على دبابة جديدة من دباباتهم الجديدة وجعلت الطائرات تمطر الضباط والدبابة قذائف لتدمير الدبابة قبل أن يتمكنوا من معرفة أسرارها، وإن هندسة الطائرات الألمانية والطائرات اليابانية أيضًا في تحسن لا في تأخر، وقد ألقت القوات الألمانية ألغامًا على مدن أعدائها فاحدثت خرابًا لم يعهد له مثيل من قبل.
وقد كانت مقادير المواد المتفجرة كبيرة، وكانت تنفجر حين تمس جسمًا ما فتحدث دويًا راعدًا من فورها، وكانت مدافع الألمان من عيار ٨٨ تضرب الطرق وتدمر ما أمامها، وكذلك الطربيد المائي الحديث، فقد ظن أنه سيقضي على السفن التي تسير على سطح البحر إذ تمضي طوائف الطرابيد الموجهة باللاسلكي باحثة في الماء عن السفن المعادية فتدمرها وتقابلها الحلفاء بمثلها، غير أن قوات ألمانيا متفوقة في الصناعة، وبالرغم من ذلك كله فإن قوات الحلفاء تقدمت، ففي خلال ثلاث ليال من ليلة ٢٥ تموز ١٩٤٣ م أغارت في كل ليلة ٧٠٠ طائرة من طائرات الحلفاء على ميناء ومدينة همبورغ فدكتها دكًا وقلبت عاليها سافلها، واستحالت برلين إلى بكر لجب من الدخان وامتلأت الملاجع بجثث الموتى الذين تعفنت أجسامهم.