وما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا فما شئت تراه في تفكك في المجتمع وتباين في الأهواء، وكل له صوت يريد ارتفاعه مما ذهب بمجدهم وجعلهم في ديارهم أذلاء وفي أوطانهم غرباء فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد قدمنا تقتيل المسلمين في المساجد وهم يصلون في بلاد السودان وتشتيت اليهود للمصلين صلاة التراويح وطردهم عن المساجد وازداد الطين بلة بما جرى على أهالي فلسطين في آخر السنة الماضية وأوائل هذه السنة من تهشيم رؤوس الأطفال وتنقيب أعينهم وتعذيبهم بالرمضاء واقفين على قدم واحد وتغليق مدارسهم وحرمانهم من الدراسة وهتك محارمهم وشرفهم.
وكأن الأمة لا يسمعون ولا بما دهاهم يتوجعون فإخوانهم يسامون سوء العذاب تقتل أبناؤهم وتستباح محارمهم وهم عن ذلك منشغلون وفي ترفهم يلعبون لاهية قلوبهم وفي غفلة معرضون فلو رأيت ذلك الفتى الفلسطيني يقتل أمام أمه بعد تهشيم أسنانه وقلع إحدى عينيه وإحراقه بالسجائر في اليوم ١٩ من شهر محرم من هذه السنة يوم الأحد لا نخلع قلبك أيها المواطن الكريم إن كان لك قلب وإلا فاسأل الله أن يهبك قلبًا.
[فكرة عاطفية]
لما أن كانت لحوم الهدي والأضاحي تراق دماؤها في مِنى ولا ينتفع بها إنما كانت آخرتها أن تلقى جيفًا تؤذي برائحتها من مرّ بها اقتضت المصلحة أن تبعث محفوظة بالثلاجات إلى من بحاجتها من المنكوبين والجياع في فلسطين والمجاهدين في أفغانستان، فحملت على متون الطائرات عشرات الآلاف في هذه السنة منها إلى أولئك البؤساء والفقراء، ومن كان بحاجة إليها ليأكلوها وينتفعوا بها وإنها لفكرة جيدة من الحكومة السعودية، قال الله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ