الْفَقِيرَ (٢٨)} (١) فلقد كان في الهند جياع يئنون من الجوع والمساغب وتوصلت الأحوال إلى أن أكل بعضهم أطفالهم لما لم يجدوا ما يسدوا جوعتهم عياذًا بالله من الجوع وقد استعاذ منه نبينا في قوله: "اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البضاعة وأعوذ بك من الحاجة إلا إليك".
وقد وجب نشر الفضائل لتقرظ بها الآذان ويثبتها التاريخ لأهلها، فلقد قام الشعب بقيادة الحكومة السعودية وتبرعوا تبرعات لا تبلغها العبارة ومنهم من تبرع بجهد من مقل وأكثروا على أنفسهم وامتلأت باحات المساجد في المملكة السعودية من الأكوات والثياب والبطانيات وغيرها من الملبوسات لبعثها إلى المتضررين في السودان وأفغانستان وفلسطين وقامت لجان يقبضون النقود والنفقات ويسلمونها من يبعثها إلى المتضررين هناك، وإنها لبادرة عطف وإحسان يشكرون عليها وتوضع لهذا الشعب أسطرًا من نور تروى ويدوي ذكرها في المشارق والمغارب وبيضوا وجه تاريخهم بتلك الأفعال الخيرية، وكنت أرى إذا نادى المنادي في الجوامع ومصليات الأعياد والمساجد بالتبرع تسابقًا وتنافسًا في هذه الصدقات وهان عليهم كل ما يبذلونه وألقت النساء حليها وأقراطها بين يدي أولئك الأطفال الذين أمروا أن يجمعوا الصدقات، وقد تكرر ذلك مرات عديدة وما سئموا.
ولا سيما ما كان في المسجد الجامع في مدينة بريدة فقد شهد ذلك الجامع الكبير فيها أعمالًا خيرية وأثبتت أرباعه واسطواناته وجدرانه أخبارًا ستحدث بها يوم هول المطلع لأربابها والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
ولقد سمعت وأنا في أحد الأندية من تبرع بخمسين ألف ريال من أولئك الأجواد.