للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد ذكرنا عقد مؤتمر القمة في بغداد وأنه قد نال موضع الأعجاب من رؤساء العرب وملوكهم في حسن المفاوضات والتشاور فيما بينهم ولا سيما موقف الرئيس العراقي صدام حسين الذي أطلق عليه فارس العرب، وخطبة الرئيس معمر القذافي رئيس جمهورية ليبيا التي نالت الاستحسان، ولكن الأعمال الفوضوية في فلسطين ولبنان حال المؤتمر وبعده لا تزال مستمرة في تعقيدها, ولم يتغير الموقف عما هو عليه قبل ذلك، وقد تأثرت بريطانيا من حالة إسرائيل بحث لم يضع حدًا لتخطيطاتها التوسعية وأعمالها الإجرامية، بحيث كانت أمريكا تمدها بالمليارات لإنشاء مستوطنات لليهود ضد أهالي فلسطين، مما كان حجر في طريق السلام، ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين جيش عون وجيش لبنان، ولم يكن هنا أمل في وقف القتال والتناحر في فلسطين، ولم تغير إسرائيل موقفها ضد العرب، وزاد الطين بلة أعمال أمريكا وتشجيعها لليهود في سوء تصرفاتهم، وكان معمر القذافي قد قال كلمته السابقة التي هي عين الحقيقة بحيث قال قبل هذه السنة بسنتين أنه لا يمكن تصور رحيل إسرائيل من فلسطين، بحيث تضع أثاثها على رؤوسها وترحل من دون قتال، وبهذا أصبحت مشكلة الشرق الأوسط تتطور، وقد كانت الأمة ترغب أن يكون حلها عن طريقة سلمية إن وفقت لذلك، ولكن أنى وهيهات، ومن تذوق الانتصارات فإنه لا يميل إلى الصلح، ومن حكم الشاعر ما قدمنا في سنة ١٤٠٩ هـ، وإن من الشعر لحكمة، نسأل الله تعالى أن يصلح أمور المسلمين وأن يرد كيد أعدائهم حتى يرجعوا بالصفقة الخاسرة.

[قتل مجرم]

يسعى في الأرض فسادًا والله لا يحب المفسدين، والتشهير به لما كان في يوم الجمعة الموافق ١٥ ذي القعدة ١٤١٠ هـ، أعلم بعد صلاة الجمعة رشاش بن سيف العتيبي بضرب عنقه وصلبه ثلاثة أيام، لقد ألقي القبض على هذا الجاني بعد ساعات، بعد أن عاث في الأرض فسادًا يقتل المسلمين وينهب أموالهم، وأخاف الآمنين، وأصبح خطرًا على الأمن, فبتوفيق من الله تعالى ألقي القبض عليه في