للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعادي أعداءه، وله اجتهاد في الحج وفي شهر رمضان ولا سيما في ليالي ختم القرآن، ومدرسًا في العلوم الدينية في مدرسة تحفيظ القرآن في بريدة، وله ديوان خطب في المناسبات قد طبع، ونرجو له القبول والغفران، كان في عنفوان الشباب، جميلًا حسن الصورة، تام الخلقة، أبيض مشربًا بحمرة، كانت وفاته عن عمر يناهز ٤٣ عامًا.

وممن توفي فيها عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن زعاق، ولد عام ١٣٣٨ هـ، كان من طلاب العلم، وله ميل إلى التقشف وإن كان واجدًا لأنه ثري، درس على المؤدب صالح بن محمد الصقعبي، أدخله والده في مدرسته، وبعدما تعلم القراءة والكتابة أخذ يطلب العلم في فترات على الشيخ عمر بن محمد بن سليم، والشيخ عبد العزيز العبادي وإن كان لم يدرك، كما أدرك زملائه، وأخذ عن الشيخ محمد بن صالح المطوع، وأخذ في الدراسة علينا كجملة تلامذتنا، وأخذ على الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي، وتعلم من الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، ولكنه لاشتغاله في طلب المعيشة في الرياض وغيرها في وقت لم يكن للطلاب مساعدات، كان يسعى فيما يؤمن معيشته، ثم إنه أخذ في التدريس في مدارس الحكومة، ثم نال إدارة مدرسة البدايع ثم إدارة مدرسة الرس الابتدائية، ثم في مدرسة روضة الربيعي، ثم نقل إلى مدرسة تحفيظ القرآن ببريدة مديرًا لها، ثم كان مدرسًا في مدرسة طارق بن زياد في بريدة، فلبث قرابة اثنتين وأربعين سنة حتى أقعده المرض، ومن خصاله أنه متمسك في العقيدة يطمس التصاوير وعليه آثار الديانة، مع دهاء يعيش به في الناس، وله حظ في الوعظ والإرشاد من جملة الذين يتخولون في القرى مجامع الناس هناك، كما أن له حظًا من قيام الليل، وله أخوة من أبيه كان أبرزهم، ويكثر من الحج والعمرة، فقلما يتخلف عن الحج قرابة خمس وثلاثين سنة حجة، ثم أصيب بمرض قلبي قبل وفاته بسنة حتى قضى عليه ذلك في هذه السنة، غفر الله له وتغمده برحمته وخلف نسلًا كثيرًا من ذكور وإناث، ولازم إمامة مسجد في خبيب بريدة يدرس فيه على حسب اجتهاده وقوته، والطلاب تذكره.