[ذكر الاضطرابات والمشاغبات بين الحكومة اليمنية والحكومة السعودية]
لقد كان من المعلوم أن الإمام يحيى له أطماع سولت له ضم مستعمرات ليست له، كما أنه أخطأ في إيوائه الأدارسة، وقد بعث إليه ابن سعود جوابًا على برقياته خمس برقيات، قال في الخامسة منها ما نصه:
ذكر الأخ من قبل مسألة الإدريسي يطمننا أنه لا يعمل شيئًا ضدنا، أخي نحن ما اشتكينا عليكم من الإدريسي خوفًا من سنانه وعنانه، وهو بحمد الله وقوته أصغر وأقل من ذلك، وقد أخرجه الله من بلاده وقبائله بغدره وكذبه وذلك بثلاثمائة من جنود المسلمين إلى أن تكاملت جنود المسلمين وأجرى الله ما أجرى، ولكن راجعناكم بشأنه لأن المعاهدة التي بيننا وبينكم تنص نصًا صريحًا على وجوب تسليم الإدريسي وأجناسه، وقد تركنا المطالبة به لأمرين:
الأول: إكرامًا لكم وإجلالًا.
والثاني: مخافة أن يقع شقاق بيننا وبينكم، ونرى أن المصلحة واحدة، أما الآن فقد تبين أن بقاءه في ذلك الطرف مشكل، فالعدو يحسب بقاءه في ذلك لمقاصد تحريك الفتن، والصديق يرى أن ذلك ينافي الصداقة بيننا وبينكم، على أن الإدريسي لم يقصر هذه الأيام في حركاته وإفساداته، فقد أرسل لبعض الأوباش من العبادل بعض دراهم وأشاع بينهم أن مندوبه أحمد الأهدل وصل إليكم وأنكم أجبتموه بوصول الأهدل لناديكم، وأن المراجعة تكون بينكم وبينه، وأنكم أجبتموه بتشجيع الناس على الفتنة، وكذلك إذنًا به من مثيري الفتنة لم ينقطعوا بين مصوع واللحية والحديدة باسم التجارة، ويتصلون به ثم ينشرون في الصحف ما اطلعتم عليه من أكاذيبه وافتراءاته، فماذا تريدون أن يكون موقفنا إزاء هذا؟ هل نقف ونترك الحبل على الغارب، وهذا غير ممكن، أو نجزم أمرنا، فإذا جزمنا أمرنا فكافينا صاحب الفعل الجميل بجميله، وصاحب الشر بشره، انتقض ما قد اجتهدنا فيه نحن،