وأنتم من حب السكون والعفو، وأنه لا بد أن نجازي كل من يبدي منه أي بادرة شر بنا يحب أن تقتل النفوس وتؤخذ الأموال، فهل يرى الأخ أن هذه طريقة حسنة يؤخذ خاطر الإدريسي لأجله وتقتل النفوس، وأنتم تحضوننا أيضًا على ذلك، ليس من الصواب ولا الإنصاف، وإني لا أكتم الأخ وأعرفه بالصراحة أننا عملنا الحزم والاستعداد للطوارئ في المقاطعة إن شاء الله، وأصدرنا الأوامر أن كل من ظهر منه نقض للعهد بعد العفو أن يعامل كما قال الله تعالى في كتابه:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المائدة: ٣٣]، فإن كان الأخ يرى هذا فنحن قد عملناه ويعذرنا فيما نجريه، وإن كان يرى الأخ غير هذا وهو المأمول فيه فيجب إبعاد المفسد حتى يستريح المسلم الذي يحب العافية وييأس صاحب الفساد، وهذا ظننا بالأخ، وهذا ما نرى أن العهد والصداقة التي بيننا تقضي به، وقد أحببنا إعلام الأخ بهذا لنعلم رأيه في قطع دابر المفسد، وأن نكون معذورين عند الله ثم عند خلقه بما نجريه على الجاني.
ولما بلغ ذلك يحيى أجاب بثلاث برقيات يظهر فيها الجميل، وقال في أثناء الثانية منها:
ليس المانع لنا عما أشرتم إليه إلّا نفورنا عن تجزئة اليمن، ومثل هذا المانع منذ عشرين سنة لإكمال معاهدة بيننا وبين الحكومة البريطانية لإرادتها تقرير الحدود في تلك الأراضي الجنوبية، ولا نساعد إلى ذلك، ثم قال كلامًا ما معناه أنه يتأخر الخوض في تلك الأراضي الجنوبية، ويتأخر البت وتكون المراجعة في مدة المعاهدة، هذا وقد وافقنا على أن تبقى الحالة بيننا وبين حضرتكم كما هي عليه لأننا غير متربصين أمر غير غلط الجفر. . الخ.
ثم إنها ظهرت جيوش الإمام يحيى في نجران وأخذت شكلًا جديدًا معينًا من إحراق القرى والاعتداء على الأهالي والتوغل في أطراف البلاد، وإعمال السيف والنار في الأبرياء والآمنين.
وكذلك حدثت مراسلات عديدة من اليمن إلى بعض رجال القبائل في حدود