جلس للتدريس في مدينة بريدة وأخذ عنه جهابذة من العلماء، فمن أخذ عنه الأخ الفاضل عبد المحسن بن عبيد، وأخذ عنه أيضًا الشيخ محمد بن عبد العزيز العجاجي، وأخذ عنه من أهل حائل الشيخ حمود بن حسين الشغدلي، وأخذ عنه الشيخ عبد الرحمن بن ملق وغيرهم، وتولى وظيفة التدريس أيضًا في البدائع المعروفة في القصيم، وكان يؤم في مسجد هناك، وتولى أيضًا التدريس في البكيرية، وشغل وظيفة الإمامة في أحد مساجدها وكان ذلك قد وافق زمن اختلاف ومحن من ولاية آل رشيد فيعلّم ويرشد وقد يذهب إلى الفوارة الهجرة المشهورة، فلما أن دخلت أم القرى تحت ولاية ابن سعود جعله الملك رئيسًا للقضاة هناك لما قام به من المؤهلات، وسعة الرأي، وكمال العقل، فكان في رئاسة القضاء معظمًا ومحترمًا، وقام بدين الله أتم القيام وحرق كتبًا كثيرة في بعض مكاتب مكة موجودة بعد عهد الأتراك قد تداولتها الأيدي من كتب الضلال، وانتصر لدين الله ورسوله انتصارًا لم ينله في زمنه سواه، وانتصر لأهل الحق وقام بتوقيرهم، ثم إنه نقل منها وجعل على قضاء حائل فكان لدى الأمير الشهم فيها عبد العزيز بن مساعد رئيسًا للقضاة في الجبل، وكان يحب النزهة والفرجة لأمراض تختلف على بدنه في حالة إقامته، فلكثرة ذهابه وإيابه وأسفاره قل تدريس آخر عمره، وكان مقيمًا لدعائم الملة الحنيفية، ومحببًا إلى أهل الملة المحمدية كهفًا للإخوان، وغيظًا لأهل الضلال والطغيان، فلله ما أحسن حاله وما أنعم باله، وما أقل أمثاله، أضف إلى ذلك سخاءً وكرمًا وجودًا، فحدّث عنه في الفضل ولا حرج، وإن عميت أعين الخفاش في وسط النهار فللشمس أعين تراها وماذا على البدر من نباح الكلاب وعواها، وقد كان بعض الأعراب المتدينين ينالون من عرضه لركوبه السيارات في أول ظهورها وتعاطيه الأخبار في آلة اللاسلكي ويرونه متسامحًا في أمور الدين، ومترخصًا وهذه صفته: