فلقد انطفأ ذلك السراج وفجعت الأمة بوفاتك وتركت أعمالك التي لا زلت تتعاهدها في أمة الإسلام فلقد كانت وفاتك خسارة عظمى لأن افتقار الأئمة ورجال العلم والرجال قليل خسارة لا تصل إلى مستواها آية خسارة أخرى لقد غيب في لحده علم من أعلام الإسلام الذين كرسوا حياتهم لخدمة دينهم ونشره فلتبك الأمة الإسلامية فقيدها الذي وافته المنية وهو يكافح البدع وينصر الإسلام قرابة نصف قرن وقد بذل مهجته في سبيل العلم ونشره والذياد عن حمى الإسلام وكان مرضه رحمه الله متساهلًا فيه أولًا ولكنه قضى عليه.
[دروسه وتدريساته]
درس القرآن على أحد الفراء وهو عبد الرحمن بن مفيريج فأكمله قراءة وحفظه غيبًا عن ظهر قلب وهو ابن تسع سنين كأحسن ما يكون في الحفظ والتجويد ودرس على أبيه إبراهيم بن عبد اللطيف في كتب التوحيد والفقه ومنذ ذلك الحين وبوادر الذكاء وعلامات العبقرية تبدو واضحة على تصرفاته وعند بلوغه السابعة عشرة من عمره فقد بصره على إثر رمدٍ أصابه فلم يفت ذلك من عزمه بل واصل الدراسة فأخذ عن عمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وأخذ عن الشيخ حمد بن فارس وأخذ عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق أخذ عن هؤلاء علم التوحيد والفقة والنحو والحديث والأصول وأخذ عن الشيخ عبد الله بن راشد بن جلعود العنزي علم الفرائض وأخذ عن الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمود وأخذ عن غيرهم من علماء العصر في شتى العلوم كما أنه حاز على إجازات من كثير من علماء نجد ومن مشائخ الأقطار الأخرى كالهند ومنهم الشيخ حسين بن محسن الأنصاري والشيخ عبد الستار الهندي الدهلوي اتصل به في حج عام (١٣٤٨ هـ) وأجازه في رواية الحديث عنه وكذلك أجازه الشيخ سعد بن حمد بن عتيق كإجازة علماء الهند له وأجازه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري أجازه تضمين لإجازة الشيخ سعد بن عتيق وأجازه كذلك الشيخ محمد بن عبد القادر الزلالي العراقي، وكان يذهب في حياة عمه عبد الله بعد صلاة الفجر إلى بيت الشيخ ليحضر مجالس