كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان

ثم دخلت سنة ١٤١٤ هـ - حريق بمكة - ج: 8 - ص: 193

أصحاب السمو وأولادهم لوفاة الفقيد فهد بن عبد الله بن سعود رحمه الله وعفا عنه، وكانت وفاة الفقيد يوم الأحد الموافق ٢٧/ ٢ من هذه السنة.

[حريق بمكة]

في يوم ٢٨/ ٢ شب حريق هائل بسوق الغزة بمكة المكرمة نشبَّ هذا الحريق بصفة قوية وقامت ألسنة اللهب تزمجر في الجو مما أحدث الرعب بكل من حول هذا السوق، وأحدث خسائر عظيمة، غير أن الله تعالى وقى الأرواح فما أصيب أحد من هذه الحادثة، وكان الأمير يقول: إنه لا خسائر في الأرواح هكذا كان سمو الأمير بالنيابة سعود بن عبد المحسن يبشر بذلك، وقد أتت النيران على الرطب واليابس، غير أن الله وقى من شرها، وقد قام رجال المطافئ والدفاع المدني بإخماد الحريق والقضاء عليه بصفة عاجلة، فلله تمام الشكر بحيث كان العطب في الأموال لا بالأرواح، وكان مصيبته دون الأرواح، وما زال الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحذر من النار بقوله: "إن هذه النار عدوٌ لكم فإذا نمتم فأطفؤها" وكان وقوع الحادث ظهرًا من يوم الاثنين في اليوم المذكور، وقد حدثني من رأى الحريق أنه بصفة هائلة في تلك الدكاكين.

[قتال]

وقتال في شهر ربيع الأول استبد بين أرمينيا وبين أذربيجان، وذلك لأنه لما سقطت روسيا قامت الأمة المسلمة هناك تتخلص من الشيوعية الكافرة فنشب قتال عنيف بين أذربيجان وبين أرمينيا فأطلق كل من المتحاربين القذائف الغازية والقنابل، وحمى الوطيس واشتدت الحرب وتفاقم الأمر بما لا طاقة للبشر.

وكانت الصومال قد نشأ فيها بين الأهالي قتال تأزمت الآراء، وكان المسلمون قد لحقهم الضرر ولم يقتصر البلاء عن أن يشرك الفريقان المتحاربان، فكثرت إراقة الدماء في الحكومة، وأرسلت إلى الولايات المتحدة للكشف عن هذه الهجمة، والتف مقابلها على العدو وضربت قصره ومساكنه، ولكن تلك المحنة لم تهدأ نيرانها